فرق التوقيت يظهر في كل ما حولك، ليس فقط بين الدول والمدن، ليس عبر القارات والبحار.. فرق التوقيت سمة نشعر بها، في كل شئ، فرق التوقيت بين الماضي والحاضر، بين الانجازات والانتظارات، بين حالتك في الماضي واليوم. هناك فرق في التوقيت في الأجناس بين الرجل والمرأة، فعادة الرجل يتزوج في الوقت والسن المناسبة، عندما يكون استقر ماديًا واجتماعيًا، وحقق طموحاته ورغباته، فلا شئ يعوقه حينها من اتخاذ هذه الخطوة، حتي لو في سن متقدمة، فهو رجل يمكنه الزواج في أي وقت ولا أحد يلومه أو يعيب تأخره.. فهو في مجتمع لا يلام فيه الرجل حتى لو مخطئًا.. فرضية الوقت، موجودة في مجتمع ذكوري من الدرجة الأولى. وعلى النقيض تكون المرأة بعد بلوغها جاهزة، من وجهة نظرهم، للزواج حتى لو كانت في مرحلة الدراسة سواء مدرسية أو الجامعية، ليس لديها الاختيار او حتى القدرة على رفض فرصة يتمناها لها الجميع إلا هي، وليس لديها الحق في تحقيق طموحاتها في الحياة أو حتى عثورها على الشخص المناسب، وكأن أي رجل ميسر ماديًا مناسب لها!، وأي رفض من جانبها تحصيل حاصل، ولا يكون لها فرصة للعمل أو إكمال دراستها.. ففي مجتمعنا المرأة التي تتأخر في الزواج، لتحقيق هدف أو غاية هي "عانس"، بها عيب أو نقص أو لديها ما لا تريد البوح به، أو غير مبرر ما تفعله، وكأن المرأة خلقت للزواج فقط!. أليس من حق كل فتاة أن تكمل دراستها، أن تكون مؤهلة، أن تكون أم أو تكمل الدراسات العليا إذا أرادت، هل هذا جنون في مجتمعنا؟ لماذ ينظر للفتاه الطموحة على أنها فارغة؟ أو لن تكون زوجة وأم صالحة؟ لماذا نظرتهم لها على أنها "خادم"، ولد ليتزوج وينجب ويأكل ويتسوق ويمسح ويطبخ، لا يناقش أو يجادل؟!. لا سيدتي بالعكس لك كل الاحترام والتقدير.. أنت سيدتي في مجتمع جاهل ومعوق من الدرجة الأولى، أقل من أن يتسوعب تواجدك أو يفهم قدراتك، أو يعي كونك إنسانة لها حق الاختيار، وترتيب حياتها بالشكل المناسب لها بالدرجة الأولى. أنا لا أقلل من أهمية الزواج والحياه الأسرية، لكن لا نرغم الفتاة على الزواج وحسب، وهي مازالت تدرس أو ليست بدراية كافية بالحياة الزوجية وأهميتها، فإذا لم يكن لها حق اختياره، فلن يكن لها حق مناقشته أو الاختلاف معه، وسوف تندم يومًا ما على فعلتها وأنها قدمت تضحية أكبر بكثير مما تتوقع. الرجل والمرأة سواء، كلاهما له طموحاته وأهدافه، فهي ليست حكرًا على الرجل.. أنتِ رمز محترم، فاحترمي ذاتك وتواجدك.