احتفال واحتجاج.. حدثان لا يجتمعان، أمام المشيئة المصرية انصهر هذا المانع، حيث توحد التضاد وخرج المصريون إلى الاستفتاء بأجواء احتفالية سابقة ولاحقة للنتيجة، تشبه الأفراح المصاحبة لمظاهرات 30 يونيو وفرحة عزل الإخوان. غناء وتصفيق ورقص أمام مراكز التصويت خلال يومى الاستفتاء تعبيراً عن الموافقة، يحمل المشهد نفسه فى ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر فى 30 يونيو الماضى مطالبة بإزاحة جماعة الإخوان من الحكم، يوم 3 يوليو الماضى خرج الفريق عبدالفتاح السيسى يتلو بيان خارطة المستقبل وسط وصلة متجددة من المظاهر الاحتفالية بسقوط الإخوان، اليوم بعد فرز صناديق الاقتراع وإعلان النتائج الأولية للاستفتاء خرج الكثيرون إلى الشوارع تعبيراً عن السعادة بصعود مؤشر «نعم للدستور» فى وجه الرافضين والمقاطعين، «أسامة عرابى» شارك فى الخروج على حكم الإخوان وحتى العزل الشعبى لنظامهم «المصريون بطبيعتهم متفائلون دايماً يغنوا ويضحكوا، وفى الآخر يعملوا اللى عايزينه» بحسب كلامه عن التظاهر والاستفتاء وسط حفلات متنوعة الألوان الفنية، الشاب الصعيدى يؤكد أن ملامح الناس يومى الاستفتاء ترتسم عليها فرحة سابقة للنتيجة «محدش بيستنى نتايج تطلع بنقول نفرح مقدماً وبعدين نحتفل تانى زى ثورة 30 يونيو»، بحسب «عرابى». «مبروك علينا النصر.. مبروك عودة مصر» تهانى تبادلها المصريون فور إزاحة المعزول وجماعته عن الحكم، بعد الاستفتاء لم يكتفوا بالتعبير عن الفرحة فور التصويت مباشرة، وراحوا يجهزون لإقامة احتفاليات بالموافقة على الدستور فى المحافظات، اللواء طارق المهدى، محافظ الإسكندرية، ينحاز إلى الفريق الشعبى قائلاً: «الناس وقت الاستفتا كانوا فرحانين باللى بيعملوه ودلوقتى عايزين يفرحوا بنجاحهم»، معتبراً مساهمة المحافظة فى إقامة الاحتفالات حق لأبناء الإسكندرية والمصريين جميعاً، يضيف المهدى: «المصرى فطرى وبيحب بلده عشان كده بيفرح وهو يتظاهر، أو يصوت باعتبار ذلك واجباً وطنياً».