الثرثرة، وما أدراك ما الثرثرة يا عزيزي آرثر، "على غرار فيلم صلاح الدين الأيوبي".. في المكتب الضيق الذي نجلس فيه مثل علب كبريت مزدحمة، قليل منا من يقوم بأعباء العمل، والباقي يكتفي بالفرجة والثرثرة وإبداء الرأي والملاحظات السديدة الجميع يتداول نفس الجرية، وما إن يفتح موضوعًا للنقاش حتى يختلط الحابل بالنابل، وكأننا في سويقة شعبية البقاء فيها للصوت الأقوى والأعلى، أكتفي بعملي والصمت الجميل، فدماغي مشوشة بمشاكل البيت والولاد بما فيه الكفاية.. الغريب أننا ننسى أنفسنا كزملاء عمل عندما نختلف في الرأي، كل شخص يصر ويثبت على موقفه حتى وإن كان خطأ، نعمل بالمقولة السائدة الآن: رأيي صواب ولا يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب، يتهمونني بالسلبية وعدم المشاركة، أبرر لهم عدم مشاركتي ب"وش العيال والعمل"، لكن بعضهم يرمقني بطرف خفي وكأني طابو خامس وسطهم.