كثر الهرج والمرج واختلط الحابل بالنابل. مظاهرات هنا واضرابات هناك. اقتتال هنا واقتتال هناك. تعطيل للعمل في كل مكان. تخوين هنا وتخوين هناك. الكل يتحدث في أي شيء وعن أي شيء. الاعتصامات في كل مكان في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية والمحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي. الكل يريد إسقاط الكل وتخوين الجميع وإرهاب الآمنين. وصوتي لا يعلو عليه صوت. جميعنا يعاند ويكابر ولسان حال كل منا يقول: رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب.. ما هذا الذي يحدث في بلدي.. الإعلام بعد ان كان أداة تنويرية وتثقيفية ووسيلة إخبارية محايدة غلب عليه الجانب التحريضي واستغله البعض في تشويه صورة الآخر والانقلاب عليه. والنخبة لا هم لهم سوي اشعال فتيل النيران كل ليلة وكلما هدأت أوقدوها ناراً لتشعل الأخضر واليابس في غيبة الوطنية والحرص علي مصلحة البلاد ودفاعاً عن مقاعدهم ومكاسبهم. ورغم هذه الحالة الميئوس من شفائها والتي عجز الطب عن توصيف علاجها - إلا ان يتغمدنا الله برحمته - تجدني أقف مذهولاً أمام نقطة هامة وهي اعتصام المعارضين للرئيس محمد مرسي أمام الاتحادية ومحاولتهم التعدي علي القصر الرئاسي كما يقولون - وان كنت لم أر منهم ذلك - لكن ان صدقت الرواية فهل من المنطق والمعقول ان يجيش المؤيدون للرئيس جيوشهم للدفاع عن القصر وهل مهمة هؤلاء ان يكونوا بديلاً عن الحرس الجمهوري أو جهاز الشرطة ومن الذي فوضهم في ذلك وان كان الحرس الجمهوري لم يتدخل والشرطة أكدت حرية التظاهر دون المساس بالمنشآت فهل من حق أي فئة بعد ذلك ان تهجم بميليشياتها هؤلاء السلميين ويحدث معهم ما حدث وتخرج علينا بعض القيادات مدعية ان ما قام به هؤلاء دفاع عن القصر وتأديب لأمثال هؤلاء الخارجين عن تعاليم السماء. أما أنتم يا من أعلنتم اعتصامكم السلمي بميدان التحرير ما هذا الشطط والعبث الذي تدعون إليه بمنع دخول الموظفين إلي مجمع التحرير لاداء أعمالهم بهذا التطرف المشين.. أنكم تجاوزتم الحدود وخرجتم عن الطريق المستقيم للتظاهر السلمي وتستحقون العقاب. ويا من ترهبون الإعلاميين أمام مدينة الإنتاج الإعلامي وترهبون القضاء أمام الدستورية.. اعتصموا ما شئتم واطلبوا ما تشاءون. لكن إياكم والخروج علي مقتضيات التظاهر السلمي العظيم.