روح الفكاهة لا تغادر المصريين أينما ذهبوا، فأمام صناديق الاقتراع خلال يومى الاستفتاء على الدستور لم ينقسم المشاركون بين «نعم» و«لا» فقط، فبعضهم شارك بموقف ثالث يعبر عن روح الفكاهة التى تحكم عقل المصريين فى كل الأوقات. «عايزين نشتغل يا سيادة الرئيس»، عبارة كتبها أحد المشاركين فى الاستفتاء تعبيراً عن رغبته فى الحصول على فرصة عمل، مواطن آخر كتب تعليقاً ساخراً: «علشانك يا نيفين أنا قلت للدستور نعمين»، أما الثالث فيبدو أنه عبّر بسخرية عن عدم اهتمامه بالحدث: «أنا كل ما أقوله آه.. يقول لى هو لأ». «هى ظاهرة تحدث فى كل دول العالم وليست مقتصرة على مصر».. قالها عبدالغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان: «المواطن قد يكون منفعلاً بالحدث السياسى الذى تمر به الدولة حالياً، فيعتبر الكتابة على ورقة الاستفتاء هى وسيلته فى التعبير عن ذلك الانفعال»، مؤكداً أن ذلك ينطبق على جميع التعليقات سواء كانت كوميدية أو سياسية أو تحمل انتقاداً للسلطة: «لا يستطيع أحد أن يمنع مواطناً من التعبير عن رأيه حتى لو كان ذلك سيؤدى إلى إبطال صوته». وأكد «شكر» أن أطرف التعليقات التى رآها هى لشخص عبّر عن شدة فرحته بالاستفتاء بكتابة كلمة «نعمين»، ما أدى لإبطال صوته. من جانبه، أكد محمد مغربى، أمين لجنة «مدرسة رجالك» بمحافظة الغردقة، أنه تم رصد 46 صوتاً باطلاً أثناء عملية فرز الأصوات، وكان من أسباب بطلان هذه الأصوات الكتابة على عدد منها بعبارات وخطوط غير واضحة ولكن هناك بطاقة لفتت انتباه الجميع بمن فيهم رئيس اللجنة والموظفون القائمون على عملية الفرز مدون عليها: «عشانك يا نيفين أنا قلت للدستور نعمين» معلقاً: «قمت بتصوير البطاقة محتفظاً بها بعد أن تناقشنا فى اللجنة حول ما يقصده المصوت بهذه العبارة». أحد أعضاء اللجنة العليا للاستفتاء، طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن أى بطاقة اقتراع تتم الإشارة فيها بأى علامات خارجة أو طلبات أو تعليقات سياسية غير علامة محددة للتصويت فى خانة الموافقة أو الرفض خلال عمليات الفرز فى اللجان الفرعية يتم استبعادها ويعتبر الصوت باطلاً لا يُحسب مع فئة الموافقة أو الرفض، مشيراً إلى أن هذا الأمر ليس جديداً، وأنه معتاد فى أى استفتاء أو انتخابات.