دائمًا تلصق بي تهمة نقض الوعد، وتتناسى أنها أول من نقض العهد.. قلت لها: سأموت لو افترقنا، ومع ذلك أخذت معها قطعة القلب الخاصة بها، وتركت قلبي مجوفًا، ومر الزمن بالنسبة لها وتوقف عندي!. قالت: ها أنت مازلت على قيد الحياة، "لا مت ولا يحزنون"، حتى في اللحظات الأخيرة تكذب، "كل الرجال كاذبون"، قلت: لو كانوا يكذبون، لما اختار الله الأنبياء رجالًا؟، قالت : وأنت لست نبيًا، قلت: نعم، فأنا لم أخذ من شرف النبوة غير حزن الأنبياء. سيدتي.. هل الموت عندك موت الجسد فقط، أين موت الروح؟، إنه أصعب من موت الجسد وأشد ألمًا، وإذا كنتِ تريدين التأكد، عليكِ فقط مقابلتي بالصدفة وأنا وحيد، وقتها ستشاهدين روحي تقفز من عيني تجاهك. قالت: لم أعد أشعر بالحب، قلت: سيدتي.. هل عرفتي رجلًا كلما توغل في الحب ازداد قسوة؟، قالت: لا، قلت: وأصبح من السهل كسره، قالت: لا تنتظر أحد، قلت: لم يكن انتظارًا بل هو حلم يتكرر، قالت: لقد وقعنا في مأزق الوعود وكل شئ انتهى، قلت: في اللحظة التي كان من المفروض أن نبدأ فيها، قالت: لم يكن لنا أن نبدأ، فالحكاية كانت فاشلة، والحب أضحوكة هذا الزمن، قلت: الحب أبدي مهما طال أو قصر عمره. قالت: انسى وفكر بغيري، قلت: أفكر بغيرك؟!، قالت: إنه شيء سهل، لا تقلق سوف تنسى، قلت: وهل عرفتي النسيان؟، قالت: من زمان.. أنا في انتظار حب آخر، قلت: وأنا في انتظارك.. رن هاتفها، فارتبكت وقالت: بعد إذنك يجب علي الرحيل.. وداعًا، قلت: وداعًا!.