استحوذ الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، على المشهد الرئيسى خلال صلاة عيد الفطر فى معظم المساجد والساحات، التى تقاسمتها القوى الإسلامية الثلاثة: الإخوان والسلفيون والجماعة الإسلامية، ولم تغب الدعاية واللافتات الانتخابية المبكرة عن الصلاة، وتركز أغلب الخطب على الدعاية للرئيس، وذهب بعضها إلى أن زمن الخلافة الإسلامية اقترب فى عهد مرسى. كان الرئيس أدى صلاة العيد فى مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة، بحضور نائبه المستشار محمود مكى، والدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، وشيخ الأزهر ومفتى الجمهورية وعدد من كبار المسئولين، فيما شكلت قوات الأمن والحرس الجمهورى دروعا بشرية مكثفة، لتأمين الرئيس داخل المسجد وخارجه، وشارك عدد من شباب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين فى عمليات التأمين مع قوات الشرطة والحرس الجمهورى. وضم موكب مرسى نحو 30 سيارة ملاكى، وسيارات للتشويش والمطافئ والإسعاف، وحشدت وزارة الداخلية نحو 80 سيارة أمن مركزى، وعشرات المدرعات، وآلاف الجنود، ولم يسمح للمصلين بالاقتراب من الصفوف الأولى داخل المسجد، حيث اصطفت خلف الرئيس 7 صفوف من أفراد الأمن والحرس الجمهورى، وانتشر القناصة على أسطح المسجد والعمارات المجاورة. وألقى الدكتور إسماعيل الدفتار، عضو هيئة كبار العلماء، خطبة العيد، واختتمها بالدعاء للرئيس. وبمجرد انتهاء الخطبة، تحولت ساحة المسجد إلى مظاهرة تأييد لمرسى، وردد المصلون «ارفع راسك فوق انت مرسى». وخيم شبح السياسة على صلاة العيد فى معظم المحافظات، ففى أسيوط حاصرت دعاية «الإخوان» والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المساجد، استعدادا لانتخابات مجلس الشعب. وفى حى شبرا بالقاهرة، أمَّ الداعية السلفى حازم صلاح أبوإسماعيل صلاة العيد بمسجد «إغاثة اللهفان» وألقى خطبة شبّه فيها «عيد فطر 2012» بعيد الفطر الأول الذى احتفل به المسلمون عقب انتصارهم فى غزوة بدر، وقال «مصر الآن تمتلك رئيسا ندعو له بضمير». ودخل حزب الدستور، الذى أسسه الدكتور محمد البرادعى، أول مواجهة مباشرة مع حزب الحرية والعدالة، أمام المساجد وساحات الصلاة، بعد أن وزع أعضاؤه دعاية للحزب، وشهد عدد من المناطق احتكاكات طفيفة بين أعضاء الحزب وجماعة الإخوان. واتهم عدد من النشطاء السياسين، بدمياط، الإخوان بالاعتداء عليهم فى الحديقة المركزية التى أقيمت فيها الصلاة، بسبب لافتة تهاجم محمد مرسى. وفى الجيزة، أمَّ الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، المصلين فى ساحة قاعة سيد درويش، وقال فى خطبته «إن الله نصر الدكتور مرسى، وآية (تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) تحققت فى تولى مرسى الرئاسة». وعقب انتهاء «العريان» من خطبته، تهافت أعضاء الجماعة لتقبيله وحاول البعض تقبيل يديه. وفى ميدان التحرير، دعا الشيخ مظهر شاهين فى خطبته، الدكتور مرسى، للإفراج الفورى عن المعتقلين وضباط 8 أبريل وتحقيق القصاص للشهداء واستنكر الدعوات المنادية بالتظاهر يوم 24 و25 أغسطس القادم. وتقاسمت أضلاع التيار الإسلامى ساحات الصلاة، فكان أغلب الصعيد تحت سيطرة الجماعة الإسلامية، والقاهرة والوجه البحرى للإخوان والسلفيين. وكان لافتا استحواذ «الإخوان» على ساحات ومراكز الحزب «الوطنى» فى الجمالية، حيث ركزت الخطبة على تعديد مزايا مرسى، والتأكيد على أنه أخرج مصر من حكم «البيادة»، كما دعا له الخطيب: «اللهم انصر عبدك مرسى ورد عنه كيد الكائدين». وركزت خطب السلفيين فى مساجد الإسكندرية على أن الخلافة الإسلامية ستعود وأن مصر على بداية الطريق، وقال الشيخ ياسر برهامى فى خطبته «من يكيد للحاكم فإنما يكيد لدين الله.. والثورة لا تصلح بديلا للمسجد».