أنشئ ليكون مسرحاً شاهداً على الاحتفالات الوطنية التى تنظمها القوات المسلحة فى المناسبات المختلفة، ويحضرها القادة العسكريون والفنانون والمثقفون والسياسيون والشخصيات العامة، وظل حتى الآن يمارس نفس الدور رغم مرور 3 رؤساء و3 وزراء دفاع، لكن الأعوام الثلاثة الأخيرة جعلت منه أهم المسارح فى تاريخ مصر، لأنه شهد سلسلة الندوات التثقيفية التى تنظمها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة مع أكبر عدد من القادة والضباط وضباط الصف والجنود بالقوات المسلحة، والتى ترأسها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وكان من مخرجات تلك الندوات إشارات وقرارات مصيرية حسمت طريق مصر بعد ثورة 25 يناير ووصول الإخوان إلى السلطة عبر ذراعهم فى الرئاسة، محمد مرسى.. مسرح الجلاء التابع لإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، والكائن بحى مصر الجديدة، وتحيط به منشآت عسكرية مهمة مثل نادى الجلاء ومطار ألماظة ومستشفى الجلاء العسكرى، كان منبراً أطل منه «السيسى» عدة مرات خلال الندوات التثقيفية ليشرح طبيعة أوضاع مرت بها مصر، وخلفية قرارات قد تصدر مستقبلاً تحدد مصير أمة، ومستقبل بلد. لكن كانت الندوة التثقيفية الخامسة التى شهدها المسرح فى 23 يونيو الماضى، هى الأهم فى تاريخ مصر، حين حيا فيها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القادة السابقين والحاليين -حينها- ووقت أن كانت موجة الإهانات تنهال على القادة العسكريين السابقين من قبل الوجوه الإخوانية التى دأبت باستمرار على محاولة تشويه الجيش وقياداته، ثم أعلن السيسى أمام جمع كبير من القادة والضباط أن القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدى بعد أن شهد المجتمع المصرى حالات انقسام حادة تهدد الدولة المصرية، لينهى الندوة بإمهال الجميع أسبوعاً لصياغة تفاهمات تؤدى لحل الأزمة السياسية القائمة حينها، وقبل اندلاع مظاهرات «التمرد» ضد «مرسى» وجماعته، واندلاع المزيد من أحداث العنف، لتعلن القوات المسلحة بعد انتهاء المهلة، مهلة أخرى للنظام «48 ساعة» لمحاولة رأب الصدع وإزالة أسباب الانقسامات فى المجتمع حرصاً على الأمن القومى المصرى، ولكن كانت ودن الرئاسة من طين والأخرى من عجين، ما أدى فى النهاية إلى عزل «محمد مرسى» من الرئاسة نزولاً على رغبة وإرادة الشعب المصرى الذى خرج بالملايين فى 30 يونيو، وعبر خارطة مستقبل شارك فى صياغتها جميع القوى السياسية والشبابية والثورية. وبعد مرور أكثر من 6 شهر، كثر فيها الحديث عن مطالبات الشعب والقوى السياسية للفريق أول عبدالفتاح السيسى بالترشح للرئاسة، واستمرت فيها أيضاً الندوات التثقيفية الخاصة بالقوات المسلحة على مسرح الجلاء، كانت آخر الندوات فى 11 يناير الماضى، بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف، والتى لمح «السيسى» خلال كلمته فيها إلى إمكانية ترشحه لرئاسة مصر إذا أراد الشعب وفوضه الجيش لذلك. «الجلاء» تعد أكبر القاعات الاحتفالية التابعة للقوات المسلحة، وتحتوى على تجهيزات وإمكانيات عالية المستوى والتى تتيح جمع أكبر عدد ممكن من المُخاطبين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، فى احتفالات رسمية أو لقاءات خاصة بالقوات المسلحة، لذلك يحرص «السيسى» على عقد لقاءاته بقادة وضباط وأفراد قوات الجيش بهذه القاعة، لما له من حس جماهيرى عالٍ، ورغبته الدائمة فى التواصل مع أبناء من القوات المسلحة.. هكذا تحدث اللواء مختار قنديل، الخبير العسكرى والاستراتيجى عن القاعة، مضيفاً أن: المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق كان قليل اللقاءات بأفراد القوات المسلحة سواء بشكل عام أو على مستوى الاحتفالات، إلا فى حضور الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لذلك لم يكن حضوره كثيفاً لمسرح الجلاء على غرار «السيسى» الذى يشبه المشير الراحل عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع الأسبق، والذى كان دائم اللقاءات بأبناء المؤسسة العسكرية على هذا المسرح، وهو المعروف عنه الشعبية الكبيرة والحب المتبادل بينه وبين أبناء القوات المسلحة.