تحت عنوان "رابعة النهضة كرداسة .. حكايات تروى للمرة الأولى"، يصدر أول كتاب يوثق أحداث اعتصام رابعة، يتناول دولة رابعة ووزارءها، وكيف كان يدار الاعتصام وتمويله ومن كان ينفق عليه، وخطة الإخوان لحرق البلاد، كما يتناول الكتاب فصلاً عن اعتصام النهضة والموجودين به ولقاء خاص مع أمير التعذيب "محمد" وسلخانات رابعة والنهضة، وحقيقة الجثث الموجودة في الميدان. "زكية هداية" مؤلفة الكتاب، وهي كاتبة شابة متخصصة في الإسلام السياسي، تروي "للوطن" تفاصيل رحلتها داخل الاعتصام، قائلة: "الناس عندها خوف من رابعة، رابعة فيها سلاح وذخائر وغيره، أسباب دفعتني إلى اقتحام اعتصام رابعة العدوية لكشف حقيقة ما يدور فيه وأثبت الحقيقة .. الجماعة تتاجر بالدين، وتضحي من أجل مصالحها بأي شيء في سبيل أن يعود مرسي للحكم، مثلما البلتاجي بابنته". وأضافت هداية: "حينما دخلت الاعتصام كان لدي كارنيه يثبت أني صحفية في إحدى الجرائد التي لم يعرفوها؛ لذلك تركوني أدخل وسطهم، بعد ذلك عرفوني ورصدوا تحركاتي، وتم التعدي علي وضربي وكسر ضلوعي". وتابعت "كنت متواجدة في اعتصام رابعة لمدة 40 يومًا، جلست معهم أول 20 يومًا، تجولت خلالها في أرجاء الاعتصام، وجلست مع البلتاجي وصفوت حجازي، وكذلك مع محمد أمير التعذيب، وهو مهندس يتراوح عمره ما بين 25 إلى 30 عامًا، يرى أن كل ما هو ضد الجماعة كافر، ولقب بأمير التعذيب؛ لأن كل من عُذب في الاعتصام كان بيده، بعد ذلك، وفي اليوم ال21 انكشف أمري، وقالوا إني صحفية في جرائد كاذبة، وإن قتلي حلال، قبضوا علي واحتجزوني أربع ساعات، ولولا اتصال أحد المصادر السلفية بالصدفة لواجهت الموت، حيث رد أحد محتجزي عليه فقال لهم إن زكية هداية صحفية محترمة، وأنقذني منهم". أما عن كرداسة فقد كشفت الكاتبة في كتابها، أن نجل شقيق طارق الزمر شارك في اقتحام قسم كرداسة، مشيرة إلى أنه تم اختطافها واحتجازها في كرداسة بصحبة خمسة آخرين من الصحفيين، ونجحت قوات الأمن في تحريرهم قبل إعدامهم بالرصاص. وكشفت "هداية" عن دولة رابعة التي كانت تدير الاعتصام وتضم عددًا من الوزراء، حيث كان يتولى رئاسة دولة رابعة محمد البلتاجي، ورئيس الوزراء صفوت حجازي، وكان يتولى وزارة الإعلام كل من عبدالرحمن عز وأحمد المغير، ووزير الدفاع كان عصام العريان المختص بخطط الهجوم على الشرطة والجيش وتحركات المسيرات، ووزير الإسكان كان خيرت الشاطر، حيث كان يترك ما لا يقل عن عشر شقق للخلوة الشرعية للمعتصمين مرتين في الأسبوع، ووزير المالية يوسف ندا، وكان يرسل خمسة ملايين جنيه أسبوعيًا للاعتصام حتى توقف، وردد معتصمو رابعة أنه تم إرسال رسالة له عن طريق المخابرات بأنه سيلقى مصير أشرف مروان، ما أدى إلى التأثير بالسلب عليه في آخر عشرة أيام من الاعتصام. ومن منطلق توثيق الأحداث بشفافية وحيادية، نفت الكاتبة في كتابها ما أشيع عما يسمى بجهاد النكاح، قائلة: "لم يكن هناك ما يدعى بجهاد النكاح في رابعة العدوية، وأن هذه شائعة نتجت عن دعابة بين المغير وعز، حيث كان يديرون وزارة إعلام رابعة، من خلال كتائب إلكترونية في غرفة ملحقة بمسجد رابعة، ولديهم عشرة أجهزة لاب توب، وكان المغير يتكلم على "فيس بوك" وعمل حاجة اسمها جهاد النكاح زي سوريا، ولقط صحفي الخبر وأشاعه". أما الخلوة الشرعية فكانت حقيقة، مشيرة إلى أنها دخلت هذه الشقق والتي كان يمتلكها خيرت الشاطر، مؤكدة أنه كان يوفر أكثر من عشر شقق لمعتصمي رابعة للخلوة الشرعية التي كانت مرتين في الأسبوع، بشرط التأكد من هوية الزوج والزوجة عن طريق البطاقات الشخصية. وفيما يخص الجثث التي تم العثور عليها تحت منصة رابعة، قالت "كان الجزء الأكبر منها نتيجة التعذيب أو الجلد داخل سلخانة رابعة، وترجع هذه الجثث لأشخاص طالبوا بإنهاء الاعتصام واعتبرهم المعتصمون دعاة لشق الصف، وكان منهم من رفض الاعتصام وطالب بالالتزام بخارطة الطريق"، مضيفة، "أي حد كان بيعارضهم كانت السلخانة موجودة، ووثقت كل هذه الجرائم بصور ومستندات". وأشارت إلى أنها حضرت اجتماعات لقيادات الإخوان "العريان وحجازي والبلتاجي"، وأنهم كانوا يرددون خطابات محمسة للمعتصمين تطالبهم بالاستمرار في الاعتصام، وشعارات منها، "لا نخرج من الاعتصام، وسنحمي الشرعية بالدم لآخر طفل من أطفالنا، السيسي انقلابي، وطعن الرئيس الشرعي في ظهره، سنقتل السيسي، وسنعلق كل من أيد الانقلاب على المشانق في ميدان التحرير ليكون عبرة". وعن جنود حماس والسوريين في اعتصام رابعة، قالت "كانوا بيجيبوا ناس مدربين من الجيش السوري الحر إلى اعتصام رابعة، وكان أحدهم يُدعى مازن، وكان يعتلي مسجد رابعة العدوية ويطلق النار على الشرطة وقتل ضابطين، وتم استهدافه بطائرة عسكرية قتلته، وتم نقله إلى مستشفى رابعة، وقابلت والدته التي كانت تنوح عليه باللهجة السورية، وقالت إن نجلها جاء اعتصام رابعة لمناصرة الإسلام والمسلمين والشرعية، وإن محمد مرسي إذا سقط سيسقط الإخوان في جميع الدول العربية". واختتمت هداية حديثها مع "الوطن"، مؤكدة أن 45% من معتصمي رابعة كانوا ممولين، وكان ال55% الآخرين مقتنعين بالاعتصام وبأفكاره، وتم الاستعانة بالأطفال لاستغلالهم، سواء أكانوا بصحبة عائلاتهم أم إحضارهم من دور الأيتام.