لا تقرأ يا أرئيل فأنت لا تصلح إلا للقتل.. ونحن نريد قتلة أكثر من مثقفين" كلمات وجهها رئيس الوزراء الأول لإسرائيل، ديفيد بن جوريون، للسفاح الإسرائيلي "شارون"، أكثر القيادات الصهيونية إجرامًا وإرهابًا، وتعطشًا للدماء، السفاح الذي أودى بحياة آلاف من العرب، "فرعون" زمانه الذي تحوّل إلى مومياء متعفنة وعبرة ملقاه في المستشفى لمدة 8 سنوات. أرئيل شارون.. شخصية مثيرة للجدل داخل إسرائيل، البعض يراه بطلاً، والبعض الآخر يصفه بمجرم حرب نظرًا للاجتياح العسكري لجنوب لبنان 1982، والتي على إثرها قررت اللجنة الإسرائيلية القضائية التحقيق معه في مذبحة صابرا وشاتيلا. نشأته هو أرئيل صموئيل مردخاي شرايبر، ولد في مستوطنة كفار ملال 26 فبراير عام 1928، لوالدين من الأشكيناز- أي يهود الغرب- من أصول بولندية، وهربوا إلى فلسطين وعملوا في مزارع الموشاف خوفًا من أحداث النازي، وعرف شارون منذ صغره بأسلوبه العدائي، حيث كان يحمل عصا في يديه ليضرب بها الأطفال، وأراد والده تعليمه الزراعة لذلك أرسله إلى كلية الزراعة، ولكنه لم يرغب دراستها وتوجه إلى دراسة التاريخ والاستشراق في الجامعة العبرية وأكمل دراسته بعد ذلك في كلية الحقوق بتل أبيب، وأتقن خلال دراسته العبرية والإنجليزية والروسية. انضم شارون إلى منظمة الهاجاناة المتطرفة في ال14 من سنة، وانتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي، وشارك في حرب 1948 في إحدى فرق المشاة وحارب في كل الحروب التي خاضتها إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، وحظي بشهرة وسمعة كجندي ومخطط استراتيجي، كما كان قائد كتيبة مظليين في حرب السويس عام 1956 وترقى إلى رتبة جنرال. وفي حرب يونيو 1967 تولى شارون قيادة قطاع في سيناء، ولعب دورًا هامًا في نجاح عملية احتلال سيناء بالكامل، كما كان قائدًا للفرقة الإسرائيلية التي نفذت الثغرة التي تسببت في محاصرة الجيش الثالث في حرب أكتوبر. -الحياة السياسية بدأت حياة شارون بحصوله على مقعد في الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود اليميني 1973، ولكنه بعد عام ترك الكنيست ليعمل مستشارًا أمنيًا لإسحق رابين، وعاد إلى الكنيست مرة أخرى عام 1977، كما شغل منصب وزير الدفاع عام 1981 بحكومة مناحم بيجن، ووزيرًا للإسكان في بداية التسعينات عندما قاد أكبر عملية بناء استيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ 1967. واختاره بنيامين نتنياهو وزيرًا للخارجية عام 1998 بعدما قال عنه "السيد شارون هو أفضل لتولي هذه المهمة"، وفي عام 1999 بعد هزيمته في الانتخابات تزعم حزب الليكود وقاد المعارضة، وبزيارته عام 2000 للمسجد الأقصى أشعل أزمة كبيرة في فلسطين، ما أدى إلى إطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ما جعل له شعبية كبيرة وسط الجموع اليهودية ويفوز في الانتخابات العامة عام 2001، ولكن في خطوة غريبة قرر شارون الانسحاب من قطاع غزة وأربع مستوطنات بشمال الضفة الغربية، ما أغضب الإسرائيليين. وبسبب هذه القرارات حدث انقسام في حزب الليكود، ما دفع شارون لتأسيس حزب كاديما مع بعض حلفائه السياسيين، ويستطيع أن يفوز في الانتخابات العامة ويصبح رئيسًا للوزراء. -جرائمه كانت حياة شارون عبارة عن سلسلة من الجرائم، وعلى رأسها مجزرة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيمَي صبرا وشاتيلا عام 1982، والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام، وعدد القتلى في هذه المعركة غير معروف بوضوع، ولكن وصلت تقديرات بأن هذه المذابح راح ضحيتها إلى ثلاثة آلاف قتيل، وتأتي بعدها مذبحة في الليلة مابين 14 و15 أكتوبر عام 1953 عندنا قامت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت قيادته بالهجوم على قرية قبية بالضفة الغربية، وقُتل فيها 69 فلسطينيًا، وهدم ما يقرب من 45 منزلاً، ومدرسة واحدة ومسجدًا. كما تتوجه إليه تهمة قتل وتعذيب الأسرى المصريين عام 1967، واستفز مشاعر المسلمين عندما اقتحم المسجد الأقصى عام 2000، بالإضافة إلى مذبحة جنين التي قتل فيها 58 فلسطينيًا بحسب تقرير الأممالمتحدة، فضلاً عن القيام بالكثير من عمليات الاغتيال ضد أفراد المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسهم عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين، زعيم حركة حماس. -مرضه ووفاته أُصيب السفاح شارون بسكتة دماغية في 4 يناير 2006، ما تسبب له في فقدان الوعي، ودخل مستشفى عين كارم بالقدس حيث أُجريت له عملية استمرت لمدة 6 ساعات، ولكنه لم يعد إلى وعيه، وظل في غيبوبة لمدة 8 سنوات و7 أيام جثة متعفنة تعمل بواسطة الأجهزة الطبية، ليلقى حتفه عن عمر يناهز 85 عامًا في 11يناير 2014.