عرقل النواب الديمقراطيون بمجلس الشيوخ مشروع قانون بشأن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث صوت المجلس، أمس، ضد مشروع قانون قدمه السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، من شأنه السماح بتقديم مساعدات أمنية سنوية لإسرائيل وتوسيع العقوبات على الحكومة السورية، وذلك احتجاجا من الديمقراطيين على الإغلاق الجزئي للحكومة. وصوت 56 عضوا في مجلس الشيوخ ضد مشروع القانون، مقابل 44 صوتا لصالحه، وكان إقراره يحتاج إلى 60 صوتا، وحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توضيح وجهة نظره بشأن الجدار الحدودي بشكل مباشر للشعب الأمريكي في خطاب تليفزيوني من البيت الأبيض، بعد أن دخل الإغلاق الجزئي لمؤسسات الحكومة الأمريكية يومه الثامن عشر بسبب إصرار "ترامب" على تمرير الكونجرس لميزانية خاصة لبناء الجدار. وخلال الخطاب، حمل "ترامب" الحزب الديمقراطي مسؤولية إغلاق الحكومة الفيدرالية، مبينا أن الديمقراطيين عرقلوا حل الأزمة الإنسانية الحاصلة على حدود بلاده مع المكسيك، مشيرا إلى وجود أزمة إنسانية وأمنية متزايدة على حدود بلاده الجنوبية، وأنه عازم على إنهائها، وتابع: "امرأة من كل ثلاث ممن توجهن نحو بلادنا عبر المكسيك يتعرضن للاغتصاب الجنسي، النساء والأطفال من أكبر ضحايا نظامنا الفاسد". وصرح الرئيس الأمريكي أنه دعا الأعضاء البارزين في الكونجرس إلى اجتماع في البيت الأبيض غدا، لمناقشة كيفية حل الأزمة القائمة، وقبل عدة أيام، هدد "ترامب" باللجوء إلى إعلان حالة الطوارئ من أجل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وفي حال إعلان حالة الطوارئ الوطنية، سيكون بمقدور ترامب أخذ جزء من ميزانية وزارة الدفاع لتغطية نفقات بناء الجدار الحدودي مع المكسيك. ويعني استمرار الإغلاق الجزئي أن نحو 25 في المئة من مؤسسات الحكومة الفيدرالية الأمريكية لن يكون لديها تمويل، واستمرار تضرر تسع وزارات، من بينها وزارات الأمن الداخلي والعدل والإسكان والزراعة والتجارة والداخلية والخزانة، وزيادة معاناة لدى قبائل السكان الأمريكيين الأصليين الذين يتلقون تمويلا فيدراليا أساسيا، وزيادة المخاطر في المتنزهات الوطنية جراء نقص الكوادر المطلوبة. وذكر محللون لصحيفة "يو.إس.إيه توداي" إنه في حال استمرار الإغلاق حتى آخر الشهر، فقد يؤدي ذلك إلى خسائر من خلال التقليل من إنتاجية العمال الفيدراليين وإيقاف رواتبهم مؤقتًا وإغلاق المتنزهات الوطنية وتعليق التمويل الفيدرالي للقروض وتأخير استرداد الضرائب بالإضافة إلى بعض التأثيرات الأخرى، كما أنه من المحتمل أن يلحق أكبر قدر من الضرر بثقة المستهلك والأعمال التجارية التي تضررت بالفعل بسبب عمليات البيع الأخيرة في سوق الأسهم، وحدد تقرير تابع لمحطة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية 5 صناعات تأثرت سلبا بالإغلاق الجزئي وهي الزراعة والمنازل والأعمال الصغيرة والاتصالات والسياحة، وأُغلقت بعض المتنزهات الوطنية أمام الزوار بينما بقى البعض الآخر مفتوحاً بأقل عدد من الموظفين ومساعدة المتطوعين لاحتواء صناديق القمامة والمراحيض. وكانت رئيسة لجنة المخصصات المالية فى الكونجرس الأمريكى نيتا لوى، قد أصدرت نصوص 4 مشروعات قوانين معنية بإنهاء الإغلاق الجزئى للحكومة مشيرة إلى أن "تصرفات الجمهوريين فى مجلس الشيوخ بأوامر الرئيس اعترضت سبيل خطتنا الحزبية الشاملة لإنهاء الإغلاق الحكومي"، مضيفة أنه "من العاجل أن نتخذ خطوات لإعادة تشغيل أجزاء الحكومة الأكثر تأثيرا على العائلات العاملة". وشددت "لوى" على أن الأربع مسودات تطابق عمليا المسودات التى مررها مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة فى أغسطس الماضي، لافتة إلى أن التغيير الجوهرى الوحيد بين الأربع مسودات الجديدة ومسودات أغسطس هو بند لضمان حصول موظفي الحكومة الموقوفين على أجور فترة الوقف، وحذرت لوى أنه إذا لم يتصرف الكونجرس، لن يتلقى الشعب الأمريكى عوائد ضرائبه، وستخسر العائلات بطاقات تموين، وستتوقف القروض العقارية، وستستمر المتنزهات العامة فى تراكم المخلفات والقمامة. ويبلغ طول حدود الولاياتالمتحدة مع المكسيك 3 آلاف كيلومتر، منها 1100 كيلومتر مسيجة بجدار وأسلاك شائكة، لكن يوجد به عدد من الفتحات التي تتم من خلالها عمليات التهريب، ومن المقرر أن يزور "ترامب" الحدود الجنوبية للولايات المتحدة غدا الخميس، وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز في تغريدة إن "ترامب" سيستخدم زيارته إلى الحدود للاجتماع مع الموجودين على الخطوط الأمامية لمتابعة الأمن القومي والأزمة الإنسانية"، وقبل الخطاب، قال نائب الرئيس مايك بنس إن قرار "ترامب" بتوجيه خطاب للأمة "يأتي من رغبة الرئيس العميقة في حماية الشعب الأمريكي".