فى ظل أجواء روحانية تتماشى مع الشهر الكريم، يقدم المخرج المسرحى خالد جلال رؤية فنية ل«بردة الإمام البوصيرى» فى مديح رسول الله، فى مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، من خلال 25 شاباً وفتاة يغنون ويؤدون كلمات البردة الشهيرة. «محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجمِ/ نبينا الآمرُ الناهى فلا أحدٌ أبر فى قولِ لا منه ولا نعم/ هو الحبيب الذى ترجى شفاعته/ لكل هولٍ من الأهوال مقتحم»، كانت تلك الكلمات جزءاً من المديح الذى كتبه الإمام البوصيرى فى محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام، تدرب عليها شباب مركز الإبداع لمدة شهر كامل قبل رمضان، ليتعلموا طريقة النطق الصحيحة للكلمات والمعانى المختلفة التى تزخر بها القصيدة، سها الفقى، هى واحدة من المشاركات فى العرض، تقول: «البردة كلماتها صعبة لكنها رائعة، وكان هدف المخرج خالد جلال من العرض هو توصيل كافة المعانى ليس من خلال نطق الكلمات فقط، لكن من خلال أيضاً ملامح الوجه والحركة والصوت، حتى إن لم يستطع المشاهد فهم جميع الكلمات، فبإمكانه أن يشعر بمعناها»، وتضيف سها: «تقديم البردة فى شهر رمضان الكريم له معانٍ رائعة، خاصة أننا وجدنا إقبالاً كبيراً من الجمهور على حضورها، فحرصنا على محاولة توصيل كافة معانيها، لأن الشباب حالياً لا يقبلون على حضور أمسيات باللغة العربية، ومؤخراً أصبحت اللغة العربية لغة ثانية بعد العامية والإنجليزية، فمن المهم أن نعود ونستمع إلى كلمات المديح العربية الأصيلة». «نعم ثرى طيف من أهوى فأرقنى/ والحب يعترض اللذات بالألم/ يا لائمى فى الهوى العذرى/ معذرة منى إليك ولو أنصفت لم تلم» ترج القاعة الصغيرة بتلك الكلمات التى يشتركون جميعاً فى غنائها، ومؤخراً تُسافر الفرقة إلى عدد من الدول العربية لعرض «البردة». يذكر أن الإمام البوصيرى ولد بقرية «دلس» بالجزائر عام 608 هجرياً، ، لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة «صنهاجة» إحدى أكبر القبائل الأمازيغية، المنتشرة فى شمال أفريقيا، ثم انتقل مع أبيه إلى مصر «القاهرة» حيث واصل تلقى علوم العربية والأدب.