سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صلاح عرفة : سأعمل على تنفيذ مشروعات متعلقة بالطاقة وإعادة تدوير المخلفات أول مستشار علمى لمحافظ الشرقية: لا أتقاضى أجراً.. وهدفنا مواجهة المشكلات بالحلول العلمية
بعد اختياره فى نهاية نوفمبر الماضى مستشاراً علمياً لمحافظ الشرقية أصبح الدكتور صلاح عرفة، أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية، أول مستشار علمى لمحافظ بعد ثورة 30 يونيو. ودعا عرفة، فى حواره مع «الوطن»، باقى المحافظين لاختيار مستشاريهم بعيداً عن المحسوبيات والمجاملات لخدمة المجتمع وحل مشكلاته بالطرق العلمية السليمة. * بداية.. كيف يخدم المستشار العلمى للمحافظ أهداف المجتمع التنموية؟ - وافقت منذ أسابيع قليلة على تولى مهام المستشار العلمى لمحافظ الشرقية تطوعاً ودون تقاضى أجر، للعمل على خدمة هذا البلد ومواجهة مشكلاته بالحلول العلمية، وهو الدور الرئيسى للمستشار العلمى للمحافظ، ويتخوف الكثيرون من تعيين مستشارين للمحافظين وإهدار الأموال على مرتباتهم ما يجعل قبول منصب المستشار العلمى بشكل تطوعى ضرورة لاكتساب ثقة المجتمع بأهمية وأهداف هذا المنصب ومد جسور التواصل بين الأفراد المختلفين المعنيين، من مسئولين، وخبراء وفلاحين. ومن خلال خبراتى بمجال الطاقة المتجددة سأعمل على تنفيذ عدد من المشروعات المتعلقة بالطاقة وإعادة تدوير المخلفات، بجانب تقديم المشورة للمحافظ فيما يتعلق بعروض الشركات أو الهيئات لإقامة مشروعات كهربائية بالمحافظة. * كيف تستغل تخصصك العلمى بالفيزياء فى خدمة محافظة الشرقية؟ - نشأت بمحافظة الشرقية وعلى دراية جيدة بمشكلات هذا المجتمع ما يجعل تولى منصب المستشار العلمى للمحافظ بمثابة «رحلة العودة للجذور». وتتركز أبحاثى العلمية فى كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية لخلق مجتمعات صديقة للبيئة فى القرى الريفية التى تساعد بدورها على تطوير القدرات والكفاءات لسكان المناطق الريفية، ونقل التكنولوجيا من خلال إحداث تطور حقيقى فى المناطق الريفية، ليس بفرض التغيير من الخارج ولكن من خلال إشراك جميع أفراد المجتمع فى كل خطوة من التطور. وأحد المشروعات التى أشرفت عليها قبل تولى هذا المنصب مشروع «البسايسة» الذى أطلق فى السبعينات ونال تقديرا كبيرا باعتباره نموذجا ناجحا لمشروعات التنمية المستدامة فى مصر بإنشاء جمعيتين أهليتين عام 1983، الأولى تعاونية لتدر ربحا يسمح باستمرارية الجمعية الثانية المختصة بتنمية المجتمع وذلك بمشاركة جميع سكان القرية. وساعد ذلك النموذج فى تدريب وإشراك المواطنين فى تنمية مجتمعهم. ومن خلال الاستفادة من الموارد المحلية وإشراك جميع سكان القرية وتمكينهم للعمل على خفض معدلات الأمية، وتثقيف النساء والشباب، وتوجيه المزارعين لتحسين مستوى المعيشة. وأثمرت المجهودات على مدار سنوات فى تحويل البسايسة من قرية فقيرة إلى مجتمع صديق للبيئة من أجل التنمية المستدامة. ومن خلال مسيرة عمل مع أبناء محافظة الشرقية امتدت 40 عاماً يمكننى القول إن التحول الذى تشهده المحافظة يقاس بمدى التأثير الإيجابى على المواطنين. * ما المشروع العلمى الذى تراه عاجلاً لمحافظة الشرقية؟ - تعتمد محافظة الشرقية على أنشطة الزراعة مما يزيد من نسبة المخلفات الزراعية والحيوانية التى تحتاج لاستغلال أمثل فى ظل ضعف التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية مما جعل مشروعات توليد الطاقة من المخلفات على رأس أولوياتنا. وفى محاولة لتوصيل الكهرباء للمناطق المحرومة بالمحافظة تأتى مشروعات استغلال الطاقة الشمسية ضمن قائمة الأولويات، لما لها من قدرة على الانتقال للمناطق النائية دون تكلفة عالية مقارنة بالمحطات التقليدية وفتح المجال أمام الصناعات الصغيرة، منها السخان الشمسى. ويأتى تدريب الفنيين على التكنولوجيات الجديدة مكملا لتنفيذ هذه المشروعات فلا يعقل أن ندشن مشروعات تعتمد على تكنولوجيا يفتقر المجتمع لمعرفتها، أو صيانتها فى وقت لاحق، مما يشجع شباب العاطلين على الاندماج داخل المجتمع من جديد. ويرتبط تنفيذ هذه المشروعات بالإدارة السليمة فما ينقصنا فى هذا البلد الإدارة والإرادة والتنسيق بين جهاته المختلفة لتنمية المجتمع وتلبية احتياجاته. * هل تدعو باقى المحافظين لتعيين مستشارين علميين؟ - بالطبع أدعو باقى المحافظين لتعيين العلماء وأساتذة الجامعات والمعاهد البحثية، الذين يمتلكون الخبرات العلمية المختلفة، فى منصب مستشار علمى للمحافظ للاستفادة من خبراتهم فى تقديم المشورة العلمية، والمساهمة فى إدارة المشروعات العلمية بالمحافظات بعيداً عن المكاسب المادية. وأتمنى أن يختار المحافظ مستشاره العلمى بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات والعمل بشكل تطوعى يهدف فى المقام الأول لتنمية المجتمع وتقديم حلول علمية لمشكلاته.