توقفت الساعات عن الدوران.. وبدأت تستعيد ذكريات عقاربها... فكلما مرت دقيقة يتحرك.. يجتهد.. يكمل دورته لكي لا تؤذيه الدقات.. فمكتوب عليه الدوران سريعًا.. فحركته تشير إلى أوقات.. جميلة.. رائعة.. وأيضًا مرهقة.. مؤلمة في زمنها فكلما مر على دقيقة مؤلمة قد تضره الأجواء..... ولا يشعر به إلا شخص قد تشبهه ظروف العقرب.. فأثناء مروره بالأيام قد ترهقه دقات الساعات.. فيحاول أن ينام لكي يتناسى... ولكن القمر المضيء مستيقظ.. لن يحتاج إلى عقرب يدور لكي يسمعنا الدقات.. فأعيننا ترى القمر برغم المسافات... وأيضًا الأحباء يتذكرون ماضيهم برغم المسافات.. وعند أوقات أتذكر منهم الشيء الذي يضحكني وأتذكر أفضل النساء وأحببهم إليّ .. قد تكون لها طبيعة خاصة... شخصية متفردة..قد تكون ملفتة للأنظار فتحسدها الأعين.. الخضراء والسوداء.. فالقبيح منهم حسود.. وأيضًا الجميل.. قد تعذبها الدقات فبين كل دقة ودقة قصة تحكي عنها الأيام.. قد عاشها القمر معها سويًا.. فحدثته وائتمنته على سرها.. فكان عليها شاهدًا.. فأفضل أوقاتها معدودة.. قد تعد بأرباع دوران الساعة.. تساءلت بلغة بسيطة... لماذا لا يمر عقربها... ولكنه يمر بتوقيت مختلف حتى عقربها... تفرد في صفاته... اكتسب خفته من حركتها.. قلدها فأصبح مثلها.. فترى انعكاس نفسها عليه.. فمرت الأيام حاملة لدقائق جميلة.. ومرت حاملة لثواني. وفي لحظة توقفت الساعة، وأخذت تبحث عن توقفها فلم تعثر على سبب وقد غلبها اليأس فساعتي الجميلة قد ذهبت، فعندما قلدتني وأصبحت مثلي فقدتني.. توهتني.. غلبتني كسرتي.. واشتاقت إلى دورتها وتسمعني رنينها... فرنينها يدق على قلبي... فقلبي أصبح مثلها.. قد يقلدني ويقلب عليّ ذكرياتي.. وعندما أفقد الإحساس.. أبحث عنه بين أعضائي.... وآمل في إيجاده.. فكتبت مراسيل.. وراسلت خبراء النفس لأسالهم أين نفسي.. أين قلبي؟.. فلم أنتظر رد وطال الانتظار.. فردوا برسالة فعندما فتحتها لم تجد كلمات تقرأ. فقد وجدت الساعة.. فلا نحتاج إلى كلمات لكي نريح بها الآخرين.. ولكن فقداننا لشيء.. قد يكون بداية رائعة لشيء أجمل، وخاصة عندما يذكرنا هذا الشئ بماضٍ جميل.