هذا المقال قد يكون صادما لك بعض الشيء لذلك أريد منك قبل الحكم عليه أن تفهمه جيدًا، وتفكر فيه، وعدم الحكم قبل الانتهاء من قراءته ليس ذلك وحسب بل أريد منك أن تتناقش فيه مع أصدقائك. الكثير من الشباب من الجنسين يقعون في الحب أو في فخ الحب، والحب هو أسمى ما في الوجود، وفخ الحب هي أكذوبة كبرى، وبعد الحب سواء كان حقيقي أو تعود أو أعجاب يبدأ الشباب في ترديد جمل من ونوعية: "أحبه أو أحبها أكثر من روحي" و"حياتي بعده أو بعدها مستحيلة - ملهاش لذمة" و"مستحيل أتجوز حد غيره أو غيرها ماحدش هيفهمني". وكل هذه الجمل والعبارات من باب جهل الشخص بنفسه، وبتكوينه، وتفكيره، فهي مجرد برمجة سلبية لا تغني ولا تسمن من جوع. ولعلك تندهش حينما أقول لك أحسن حب في الدنيا هو حب النفس وأفضل طاعة هي حب النفس وإليك التكملة. خلقنا الله سبحانه وتعالى كلنا في احتياج لبعض فلًا أحد على ظهر الدنيا يستطيع فعل كل شيء بنفسه وإلا استغنى عن الآخرين. لذلك فأنا وأنت في حاجة لسباك، وزبال، ومحاسب، ومهندس، وقاضي، ورئيس جمهورية، ومكوجي، وسائق.. إلى آخره. فنحن خلقنا لنسد حاجات بعضنا البعض، ونكمل البعض فنحن في احتياج دائم ومستمر لبعضنا البعض ومن يحاول أن يعتمد على نفسها في كل شيء ويستغنى عن الناس هو الأقرب للمشاكل النفسية وبعدها أيضًا يحتاج لمن يأخذ بيده. وفي حالة الحب نحن جميعًا نبحث في الطرف الآخر عن ما ينقصنا ونحتاج إليه أو يعجبنا.. فبعض الفتايات تحب الأكبر لحبها لوالدها أو عدم. لذلك فكلمة أحبها أو أحبه أكثر من نفسي كذبة كبيرة لا وجود لها فأنت تحب أو تحبي نفسك، وتبحثي في الآخر عن ما يشبعها فتعتقد أو تعتقدين أنك تحبها أو تحبيه لذلك الدنيا مابتوقفش على واحد ولا واحدة فكما أحببت نفسك في شخص ستجد الآخر الذي تحب فيه نفسك. وكل من يردد أنه يحب شخص أكثر من نفسه هو جاهل.. جاهل بتكوينه وتفكيره. وعن حب النفس.. فهو أفضل الحب، وحب النفس لا يعنى التكبر، فالتكبر هو نقص بالنفس يخرج على هيئة تكبر وغرور فالمتكبر هو من لا يفهم نفسه فيظهر بما ينفر الناس منه، أما حب النفس يجعلك تعرف حدودها ومزاياها وعيوبها، وتصلح بها، وعندما تتصالح مع النفس تتصالح مع الكون. ولكن منذ الصغر، ونحن نتلقى جمل من نوعية أنت بتحب نفسك زي الشيطان، وغيرها من الجمل، فإن كان الشيطان يحب نفسه لخاف عليها من النار وعذاب الله، ولكان من أوئل من سجد لأدم إنما الشيطان يكره نفسه عندما كرم الله الطين على النار، كره ضئالة النار وكره عزة الطين فكانت المعصية. لذلك كل من يكره نفسه هو الأقرب للمعصية، وليس من يحب نفسه.. فمن يحب نفسه هو البعيد عن الشيطان ... تلقينا برمجة جعلتنا ننظر للرضا بعين الخنوع، وللرزق بعين التواكل، وللحب بعين الجاهل. لذلك أقول لك حب نفسك أخي الحبيب، ولا تخف فعندما تحب نفسك بجد وتتخلى عن غرورها سيحبك الناس وينجذبون لك، حب أولادك ودينك وأصدقاءك وكل ما ومن حولك، ولكن أعلم إننا لا نحب أحدا أكثر من أنفسنا، ويعتقد البعض أننا حينما نقول حب نفسك أننا ندعوها للمعصية.. فكيف تحب نفسك وترمي بها في أحضان المعصية. أعرف الكثيرين وقت المعصية لا يحبون أن يسمعوا عن الله فهو يهرب من الله خوفًا كما عبده خوفًا ولكن أن أحببت الله لرتميت بين يديه بعد المعصية وأخذت في حسبانك عدم التكرار. هل نحب الآخرين أكثر من أنفسنا، فحبك للآخرين ما هو إلا حب لنفسك لإنقاذها من الهلاك، والدليل الواضح إننا نعتقد أننا نحب شخص أكثر من أنفسنا وبعد غدره نكره. فكيف تحب شخص أكثر من نفسك وتكرهه بعد ذلك فإن كرهت كأن بك أن تكره نفسك أكثر ولكن لأننا نحب أنفسنا نبعد عن من يخوننا ويلعب بنا ويعذبنا إلا القليلين من يجدوا متعتهم، وحبهم لأنفسهم بأن يكونوا ضحايا في هذه الدنيا. حب الأولاد هل تحب أولادك أكثر من نفسك؟ أكيد إجابتك ستكون نعم، ولكن في الحقيقة لا أحد يحب أولاده أكثر من نفسه لأننا نحب أولادنا لأنهم يشبعون لدينا غريزة الأبوية ويعطوننا أحساس كبير بالحب، لذلك نعتقد إننا نحبهم أكثر من أنفسنا، وإن كان حب الابن أعز من حب النفس لما هم سيدنا إبراهيم بذبح سيدنا إسماعيل، وما ترك سيدنا نوح ابنه ليغرق. حبك لنفسك هو من يجعلك قويا، ويجعلك ترضي الله فلا تسمع لمن يقلل منك فأنت قوي بحبك لنفسك قبل حبك لغيرك الإيثار وحب النفس يعتقد البعض أن الإيثار هو نوع من حب الآخرين عن النفس، ولكن هذا خطأ فلماذا نؤثر الآخرين على أنفسنا؟ والإجابة للثواب أو لوجه الله أو لأننا نحبه، في النهاية نحن نؤثر لشيء ينفعنا فهذا دليل على حبنا لأنفسنا أما أن لتتنازل عن حقك لغيرك عنوة، وبدون إيثار فهو نوع من عدم الحب للنفس ولا للآخرين. حب النبي عندما أمرنا النبي "صلى الله عليه وسلم" أن يكون أغلى عندنا من أبنائنا وأنفسنا فهذا ليس معناه أننا نحب رسول الله على حساب أنفسنا ولكن نحبه "ص". فأكذوبة الحب هي أن نعتقد أننا نحب غيرنا أكثر من أنفسنا.