فريق غنائي أبطاله أصحاب إعاقات مختلفة، مواهبهم متنوعة بين الرسم والغناء والرياضة، قدموا بأصواتهم كلمات تعكس مشاعر حقيقية داخلهم، كطريق مختصر للفت أنظار المجتمع إلى قدراتهم، تعبرعن أحلامهم التي أصبحت حقيقة بعزيمتهم. تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، قدم عدد من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أغنية باسم "يا دنيا بتحداكي" لتوجيه رسالة توعية للمجتمع بقدرات ذوي القدرات الخاصة، وبعد اختيار الكلمات بعناية، تم إرسال الكلمات واللحن لمدارس التربية الخاصة لتدريب التلاميذ عليها بشكل كاف. "الوطن" تواصلت مع الأطفال المشاركين في العمل الغنائي المقدم من وزارة التربية والتعليم وأسرهم، لمعرفة كواليس الاستعداد للأغنية والتدريب على الكلمات واللحن. من مدرسة التثقيف الفكري النموذجي، شارك يوسف لطفي، في الغناء، كأول تجربة حقيقية له في عمل فني معروض على شاشات التليفزيون، بعد أن وقع الاختيار عليه بحكم تجاربه السابقة في الأداء الصوتي ضمن كورال المايسترو سليم سحاب في الأوبرا. يوسف البالغ من العمر 18 سنة يعاني من إعاقة ذهنية، وحسب حديث والده ل"الوطن" يهوى الغناء والموسيقى ويتميز بصوت جميل شجعه على المشاركة في كل الأنشطة الموسيقية في المدرسة، وبعد اختياره للمشاركة في أغنية الوزارة لذوي الاحتياجات الخاصة تلقى تدريبات على يد معلميه في المدرسة على مدار شهور حتى ظهر في الأغنية بهذا الشكل. من بين الأطفال المشاركين في إلقاء أغنية "يا دنيا بتحداكي" يوسف أحمد عصمت، من مدرسة النور للمكفوفين، اعتاد الغناء على مستوى مدرسته والحفلات الخاصة بالإدارة التعليمية التابع لها مدرسته، وحسب قوله ل"الوطن" سبق له الغناء أمام الوزير في يوم افتتاح فصل خاص بذوي الاحتياجات الخاصة وفوجئ باختياره للظهور في اللأغنية التي أنتجتها الوزارة لذوي الاحتياجات الخاصة. التدريبات التي تلقاها يوسف على إلقاء الأغنية تمت في أحد الاستديوهات بمنطقة الهرم، لفترة من 5 إلى 6 أشهر، وحسب قول هبة محمد والدته، لم يكن التدريب عائقا عن الدراسة وتم على أوقات منفصلة. بحكم طبيعة عملها كمدرسة لغة إنجليزية، تهتم والدة يوسف بمستواه الدراسي إلى جانب حرصها على تنمية موهبته الفنية، "تدريبه على الأغنية وسط صحابه كان بيسعده، لأول مرة ألمس اهتمام الدولة بالفئة دي الفترة دي وفكرة الأغنية محفزة للأطفال على المقاومة والاستمرار"، حسب تعبيرها. بدايتها كانت من الترانيم الدينية في الكنيسة، ثم شهدت خشبة مسرح دار الأوبرا مشاركتها في أحد العروض الغنائية لذوي الاحتياجات الخاصة، ومن واقع دراستها في معهد الموسيقى بجمعية النور والأمل للمكفوفين وقع الاختيار عليها ضمن المشاركين في الأغنية التي أنتجتها وزارة التربية والتعليم لذوي الاحتياجات الخاصة، وحسب قولها، كانت تجربة مختلفة لأول مرة الظهور في عمل فني على شاشة التليفزيون شعرت خلالها بسعادة كبيرة. طالبة الصف الثالث الثانوي، قالت ل"الوطن" إن بعد إبلاغها بالمشاركة في الأغنية تلقت تسجيلا صوتيا بالكلمات واللحن للتدريب عليه في البيت، إلى جانب تلقيها تدريبات في المدرسة خلال اليوم الدراسي، "كلمات الأغنية أثرت فيا واتعلمت إني أحاول أظهر موهبتي مهما كانت الظروف". ظهرت السباحة رحمة البدراوي في مشاهد مختلفة من الفيديو الخاص بالأغنية، ترسم بقدميها لفقدانها ذراعيها لوحات فنية، تكتمل من خلالها مواهب أصحاب القدرات الخاصة. "زينب البدراوي" عمة السباحة رحمة والتي قررت تبنى حالتها وتحدى إعاقتها بدمجها ضمن أنشطة المجتمع كأمثالها من أبناء سنها، عبَّرت في حديثها ل"الوطن" عن سعادتها البالغة بظهور "رحمة" خلال الفيديو رغم عدم موهبتها في الغناء إلا أنها ظهرت لتؤكد قدرتها على الفن رغم حرمانها من ذراعيها. عبد الله أبو النصر، مخرج مسرحي ويعمل بالتربية المسرحية التابعة للوزارة في محافظة دمياط، بعد أن تم إبلاغه بفكرة الأغنية التي تهدف إلى إبراز قدرات ومواهب ذوي الاحتياجات الخاصة، تعمد في اختياره للكلمات أن تكون باعثة على الأمل والتفاؤل والتحدي، مبتعدا عن إبراز جوانب المعاناة والتعب لهذه الفئة، حسب قوله. أبو النصر، مؤلف كلمات أغنية "بتحداكي يا دنيا" التي أنتجتها وزارة التربية والتعليم، قال ل"الوطن"، إن تأليف الأغنية استغرق نحو أسبوع كامل، كان يضع نفسه مكان هؤلاء الأطفال ويستشعر طاقاتهم الداخلية حتى يجد كلمات تنقل قوة إصرارهم وعزيمتهم، حسب تعبيره. الأغنية فكرة داليا حسام، ورؤية وإخراج صلاح سليم، وألحان نور البسيوني، وكلمات عبد الله أبو النصر، ومن إنتاج وزارة التربية والتعليم.