قال الكاتب والمفكر السوداني، الهندي عز الدين، رئيس مجلس إدارة ورئيس هيئة تحرير صحيفة "المجهر السياسي"، إن علاقات السودان بالشقيقة مصر، في كل الأحوال والحالات والأنظمة الحاكمة، يجب ألا تتأثر في أساسها وثوابتها، مشيرا إلى أنه قد نختلف في التفاصيل، والإجراءات، والمواقف، ولكننا لا يمكن ولا ينبغي لنا أن نختلف في "الأصول" مؤكدا، في هذا الصدد، إن مصر لا يمكنها العيش من غير السودان، والسودان لا تتوفر له الطمأنينة والاستقرار بالابتعاد عن مصر. وأكد الكاتب، في عموده اليومي، اليوم، بالصحيفة التي تعد واحدة من أوسع الصحف السودانية انتشارا وتوزيعا، إن مصر "خط أحمر" عندنا، سواء قام "سد النهضة" الإثيوبي أو لم يقم، وقال "سواء حكم الدكتور"مرسي" ، أو جاء الفريق "السيسي"، فهذه تفاصيل، ولكن الثابت أننا لم ولن نتخلى عن "مصر"، ولن يتخلى عنا الإخوة المصريون، بغض النظر عن مشاغبات أراجوزات الفضائيات هنا أو هناك". وأوضح "عز الدين" أن إثارة قضية "حلايب"، من أحد وزراء الدولة بالسودان في هذا الوقت العصيب والحساس، والانتقالي في مصر، ليس من الفطنة ولا من الحكمة بمكان، ولا هذا زمانه، ولا هذا مكانه. وأشار عز الدين إلى أن قضية "حلايب" ليس مكانها ندوات طلابية بجامعة السودان، مثلما لم يتم التفاهم بين السودان وإثيوبيا حول منطقة "الفشقة" في ركن نقاش بجامعة النيلين أو الخرطوم، بل داخل مكاتب مغلقة بأديس أبابا، وقاعة الصداقة بالخرطوم خلال اجتماعات القمة المشتركة التي ضمت الرئيسين "البشير" و"ديسالين". وقال "إنه ضد إهدار زمن وطاقات شعوب السودان، والجنوب، وإثيوبيا ومصر في نزاعات على مناطق ليست ذات قيمة إستراتيجية هائلة مثل "حلايب"، و"الفشقة" و"هجليج". وأوضح الكاتب أن الذين يتحدثون عن قيمة اقتصادية لمنطقة "هجليج" عليهم أن يتذكروا أن السودان تنازل عن أراضٍ في شمال أعالي النيل تنتج 250 ألف برميل يوميا، فأين المقارنة بين نفط أعالي النيل، ونفط هجليج، الذي قررت محكمة التحكيم الدولية في "لاهاي" تبعية غالبية مناطق إنتاجه لحيازة السودان أو المسيرية شمالا، وليس العكس. وقال إن مصر "أم الدنيا" بغض النظر عن ماهية الحاكم ، من "عمرو بن العاص" إلى "أحمد بن طولون" إلى الإخشيديين والفاطميين والمماليك والعثمانيين من "خاير باشا" إلى "خورشيد باشا" و"محمد علي باشا" و"إسماعيل باشا"، ومن الملك "فؤاد" إلى الملك "فاروق"، ومن الرئيس "نجيب" إلى الزعيم "ناصر" و"السادات" و"مبارك" و"مرسي" وانتهاء بالمستشار"عدلي منصور". وأضاف الكاتب والمفكر السوداني في ختام مقاله "تحيةً لمصر العزيزة، وهي تُقبل على مرحلة سياسية جديدة نأمل أن تستقر فيها الأمور بالمزيد من الحوار والتوافق الوطني" .