ليس سهلاً أن تسيري في شوارع مصر وأنتي تحملين بضعة كيلو جرامات فوق المائة- مشيها بضعة- فمتعة السير في الشارع وقتها ستتحول إلى نقمة حين يقترب منك أحدهم موجهًا سؤاله "انتي تخينة كده ليه؟". ليست حرية شخصية أن تأكلي ما تشتهينه ولكن عليكي حين تشتهين طبق كشري أو قليل من المحشي أو قطعة جاتوه بالشيكولاتة والكريمة أن هذه الأكلات أكلها سيكلفك ضحكة ساخرة حين تمرين بجوار شاب "سيس" أو نظرة مشفقة من إحداهن "يا حرام لا بجد لازم تحاولي تعملي ريجيم كده غلط عليكي"، بينما تستمتع هي بشيكولاتتها وتحرص بشدة على إنهائها قبل الذهاب للجيم. التاريخ يثبت أن المرأة الممتلئة القوام كانت هي المرأة المفضلة في العصور القديمة فلماذا لا ندع التاريخ يعيد نفسه؟؟ سؤال فرض نفسه في جدلية عبثية "طالما الثورة بتتعاد كل سنة وكل موضة قديمة بترجع وتطلع تاني يبقي أكيد في يوم هيرجع التخن موضة وترجع تاني المفتقة ومربى خرز البقر تحل محل العيش السن ووصفات الريجيم"، ربما يستطيع التاريخ أن ينصف الفتاة "السمينة" كما أنصفتها "العلوم" حيث أثبتت الدراسات مؤخرًا أن "جين البدانة يبعد شبح الاكتئاب عن أصحابه ويجعلهم أكثر مرحًا من غيرهم" بالطبع هذه الدراسات لا تتم على من يعانون السمنة في مصر وإلا كانت النتيجة ستظهرهم أكثر عرضة لحرق الدم. ليس التاريخ والعلوم وحدهما اللذان أنصفا الفتاة السمينة ولكن فعلتها إفريقيا كذلك، هل تعلم عزيزي الرجل الذي يبحث عن فتاة رشيقة تشاركه حياته أن الشباب الأفارقة اللي زي الورد واللي يفلقوا منك عشرة أهم أمنية عنده إنه يتجوز بنت تخينة وإنه عشان الأمنية دي ممكن يدفع مهرها 100 بقرة- من غير تريقة- لا ننكر أن في مصر كذلك البعض يفضلها "تخينة" ولكنه بعد فترة لا يلبث ان يبدأ في الأسطوانة المشروخة "يا حبيبتي عشان صحتك.. ياحبيبي وانت مال أهلك".