"أنت كافر.. أنت مرتد"، كانت هذه هي أسهل أساليب التخوين في عام 2013. لا تتعجب من التهديد بالكفر؛ فإذا كنت مصريًا - أيًا كانت انتماءاتك الحزبية أو السياسية أو حتى الدينية - فأنت كافر أو مرتد من وجهة نظر كبار المشايخ والعلماء داخل مصر وخارجها. وبالرجوع إلى عام 2012، اقتصرت الفتاوى على فرضية ارتداء الحجاب وكيفية الصلاة وحكم التدخين، وعلى الرغم من إثارة الجدل بشأن هذه الفتاوى إلا أنها كانت أقل حدة مما شهده عام 2013. إذا كنت من مؤيدي ثورة 30 يونيو، أو بالأحرى من أنصار وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، فاعلم جيدًا أنك "كافر"، وتحت عنوان "كفر الخائن السيسي وارتداده عن الإسلام" قال الداعية السلفي وجدي غنيم، في فيديو نشره عبر موقع "يتوتيوب"، "بعد جمعي للمعلومات ودراستي لها فقهيًا وشرعيًا، فإن عبد الفتاح السيسي الخائن مرتد عن الإسلام وكافر، وكل من يعاون السيسي كافر ومرتد مثله، وذلك كما جاء في آيات من سورة القصص (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ)". وعلى الجانب الآخر، إذا كنت من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، أو كنت من تنظيم جماعة الإخوان أو مؤيد ل"رابعة"، فاعلم أيضًا أنك وقعت في "فخ المرتدين"، حيث طالب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، بمحاكمة كل من يرفع إشارة "رابعة" فوق جبل "عرفات" أثناء موسم الحج بتهمة ازدراء الأديان، وقد تصل عقوبته إلى الإعدام لارتداده عن الإسلام بسبب تغييره وتبديله للشريعة وسنه لسنة جديدة يأتي إليها "عبدة الشيطان" وكل من على شاكلتهم، على حد وصفه. إن كنت تابع للنظام المصري بوجه عام، فإن "النظام المصري كافر ولابد من خلعه" بشهادة سيد إمام الشريف مفتي تنظيم الجهاد في العالم، الذي قال: "فتاوى الحركات الإسلامية جميعها تقول (إنه إذا كفر الحاكم يجب خلعه، وكل شيء يحتمل الصواب والخطأ إلا أحكام الشريعة؛ فالشريعة بها أحكام قطعية الثبوت لا يحتمل فيها الصواب أو الخطأ. نظام الحكم الحالي كافر؛ لأنه لا يطبق شريعة الله". ومن جانبه، وصف الشيخ فوزي السعيد، الداعية السلفي، في مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الفريق أحمد شفيق، مؤسس حزب الحركة الوطنية، ب"الكافر المرتد والخارج عن الملة، بسبب ما صرح به أنه لا يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية اليوم ولا غدًا"، حسب قوله، ووصف جبهة الإنقاذ الوطني بأنهم "مرتدون ومخاصمون للشريعة الإسلامية"، وأن مبادرة حزب النور والجلوس مع جبهة الإنقاذ "كفر"، لكنهم لا يُكفرون لافتراض أنهم كانوا ينوون المصلحة. انتهى عام 2013 بجميع وسائل التخوين والتهديد والتكفير من قبل الشيوخ والعلماء، وبدأ عام 2014 بداية لم تضح ملامح فتواها حتى الآن، إلا أنه في المجمل فتاوى نابعة من الواقع المصري والمرحلة التي تعيشها.