قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، إن المملكة خصصت 5 مليارات ريال لبناء 33 متحفا، ضمن مشروع تراثي الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين، مشير إلى أن الاهتمام بالتراث الحضاري يتضح أثره بالاهتمام بالجانب الثقافي والحضاري وما يتعلق بالخدمات والمرافق والوصول والنقل. وأضاف "بن سلمان" خلال الاجتماع المشترك بين وزراء الثقافة والسياحة للدول العربية الذي أقيم بمكتبة الإسكندرية، أنه سيجرى التعاون مع الدكتور زاهي حواس لتنمية السياحة بمصر، لافتا إلى أن المملكة قدمت رؤية تهدف إلى بناء شراكات فاعلة بين الدول العربية في مجال السياحة الثقفية، واعتماد السياحة محركًا رئيسيًا للتعريف بالتراث الثقافى العربي، وركيزة أساسية للمحافظة عليه واستثماره وتطويره وإبراز الإمكانات التنموية الهائلة لقطاع السياحة الثقافية في الوطن العربى. وأكد أن هناك مسار اقتصادي كبير بدأ مع السياحة من خلال استغلال الأماكن العامة، بالإضافة إلى التلاقي الثقافي والحضاري، منوها بأن الدول المتقدمة أمثال إيطاليا وفرنسا تحافظ على أماكنهم التراثية والحضارية، متابعا: طهم يعلمون جيداً أن السائحين يزورون دولهم للتمتع ببلادهم التاريخية لا الحديثة". وأوضح أن الهدف هو إدخال المواطن داخل المعادلة السياحية، حتى يعرف كافة جوانب بلاده وتاريخها وأماكنها، متابعا: "بلادنا في الخليج ليست بلاد آبار بترول بل هي مثل باقي الدول، لديها حضارة وتاريخ عريق وكرمها الله بنزول آخر الأديان بها". ونوه بأن التجربة السياحية ليست تجربة مواقع فقط بل هي تجربة ثقافة وأخلاق في استقبال أهل البلد للسائحين، مضيفا: "تربينا في مصر وعيشنا بها ومع كل مرة نزورها نستكشفها من جديد من خلال استقبال أهلها، لذا نسعى لتنمية العلاقة الإنسانية مع مصر، مثل تنمية العلاقة الاقتصادية، فنحن نتابع ما يحدث في مصر حالياً من حراك ثقافي واستقطاب العلماء المصريين تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي". وأكمل: "سعيد بتواجدي في مصر وبالأخص في الإسكندرية الجميلة التي تتمتع بالثقافة، ناهيك عن انعقاد هذا الاجتماع في مكتبة الإسكندرية والتي تعطي دلالة للمستقبل أن الثقافة والالتقاء الحضاري هو الذي يجمع دولنا العربية"، منوها برؤيته المباني التاريخية في الإسكندرية على كورنيش البحر المتوسط والتي تعد أجمل من فنادق كثيرة عالمية أقام بها. وتابع: "السياحة أصبحت أحد القطاعات الاقتصادية الموارد المالية على مستوى العالم، فلها أثر إنساني وثقافي، وأصبح الانتقال في متناول الجميع، وهذا انعكس على الجانب الثقافي أيضا فلم تصبح الثقافة متقوقعة داخل الكتب بل خرجت للناس من خلال السياحة".
