في تمام الساعة السادسة صباحا يولد في بيتي يوم جديد روتيني، يبدأ ببكاء طفلي العزيز، الذي يسبق صوته المنبه ب 3 دقائق يوميا، أبدأ في استقبال هذا اليوم مع ابتسامته المحملة بالدموع لرؤيته أننى استيقظت، وتبدأ رحلتي بالنزول إلى الشارع لأذهب إلى عملي مع زوجي الحبيب، كل ما سبق لا يهم ولا يتعبني ولا يصيبني بالملل ولا يجعلني أشعر أنني أرغب في قتل عشرات الأشخاص في طريقي، إنما تبدأ مأساتى بركوبي المواصلات والسفر بين محافظتي الجيزة والقاهرة يوميان والتى أصبحت أؤمن أن إسكندرية أقرب منها بكثير، وتصل مأساتي إلى ذروتها بركوبي مترو الأنفاق، الذي يعتبر وسيلة الشعب المصري كله فى الوصول للعمل، والذي يتسارع الناس جميعا للدخول حتى لو لم يوجد لهم مكان. خلاصة هذه الرحلة اليومية لدي، والتي تصيبني بالانهيار العصبي، وتجعلني أبدأ يوم عملي وأنا على آخر درجة من العصبية، أننى بذكر الله كثير واستغفره وتأكدت من خلالها والحمد لله أن سلوكيات الشعب كله تحتاج إلى ضمير رادع، من أجل أن نتقدم.