قال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني أمس، إن دول شرق إفريقيا اتفقت على هزيمة زعيم متمردي جنوب السودان ريك مشار، إذا رفض عرض وقف إطلاق النار وهو ما يهدد بتحويل موجة اشتباكات عرقية في جنوب السودان إلى صراع إقليمي. وأضاف موسيفيني، للصحفيين في جوبا عاصمة جنوب السودان، أمهلنا ريك مشار أربعة ايام للرد على عرض وقف إطلاق النار وإذا لم يرد فسنلاحقه كلنا، هذا هو ما اتفقنا عليه في نيروبي، وسئل عما يعنيه هذا، فأجاب: لننزل به الهزيمة. ولم يوضح ما إذا كان جيران جنوب السودان اتفقوا فعليا على إرسال قوات للتدخل في الصراع الذي اندلع في جوبا في 15 ديسمبر.لكن تصريحاته تسلط الضوء على حجم القلق الإقليمي من القتال الذي امتد إلى الولايات المنتجة للنفط بجنوب السودان، ويدور في كثير من الأحيان على أسس عرقية بين قبيلتي "النوير"، التي ينتمي إليها مشار و"الدنكا" التي ينتمي اليها الرئيس سلفا كير. وأدت الصراعات السابقة في جنوب السودان، إلى تدفق اللاجئين خارج حدوده وشجعت المتمردين في الدول المجاورة بما في ذلك "جيش الرب" للمقاومة في أوغندا.ولم يرد أي تأكيد فوري للاتفاق على التصدي لمشار من الدول الأخرى في شرق أفريقيا التي تحاول التوسط وأمهلت الجانبين الأسبوع الماضي حتى 31 ديسمبر لوضع السلاح. ومن جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة في كينيا مانواه ايسبيسو، إنه سيكون من غير الملائم التعليق قبل موعد انتهاء المهلة. ولم يرد مشار نفسه على الاتصالات.وسارعت الأممالمتحدة وواشنطن ودول غربية، قدمت لجنوب السودان مساعدات بمئات الملايين من الدولارات منذ انفصاله عن السودان في عام 2011 إلى العمل على وقف الاضطرابات. وتقول الأممالمتحدة: إن القتال أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 180 ألف شخص لجأ 75 ألفا منهم إلى قواعد الأممالمتحدة في أنحاء البلاد. وأدت الاضطرابات في جنوب السودان إلى احتواء التراجع في أسعار النفط العالمية أمس؛ بسبب مخاوف من خفض إضافي في إنتاج جنوب السودان الذي تقول شركة "بي بي"، إنه يضم ثالث أكبر احتياطات نفطية في منطقة إفريقيا جنوبي الصحراء بعد أنجولا ونيجيريا. وتراجع إنتاج جنوب السودان من النفط نحو الخمس تقريبا ليصل إلى 200 ألف برميل يوميا بعد إغلاق حقول النفط في ولاية "الوحدة" الاسبوع الماضي بسبب القتال. وقال بول جابرييل المحلل في مؤسسة "كونترول ريسكس": إن تصريحات موسيفيني، تهدف على الأرجح إلى الضغط على مشار لإجراء محادثات وليس إلى التهديد بتدخل وشيك، مضيفا " أنه لا توجد حاليا رغبة تذكر بين دول شرق إفريقيا للتدخل في القتال رغم أن ذلك قد يتغير سريعا إذا اصبحت جوبا أو الرئيس كير في خطر."