«YouTube».. الشيطان يحدثكم من جزيرة «البط الأسود»

الإلحاد فى بلد «متدين بالفطرة»

يتقافز مؤشر الملحدين فى مصر لأعلى دون توقف لتعلن مراكز الأبحاث الأمريكية والأوروبية عن تنامى أعدادهم، لا سيما فى العامين الأخيرين، طفرة غريبة تزامنت مع فترة حكم «الإخوان المسلمين» الذين ينتمون إلى التيار الدينى. طفرة تثير العديد من التساؤلات عن الأسباب والدوافع التى دفعت بهؤلاء الملحدين للانقلاب على أديانهم الأولى، وإن كان لوصول «الإخوان المسلمين» لسدة الحكم سبب فى تغييرهم معتقداتهم، وعن مدى تمكنهم من العيش فى مجتمع لطالما يباهى السواد الأعظم من أفراده بأنهم متدينون. «الوطن» حاورت ملحدين مصريين من أولئك الذين كسروا أكثر أضلاع مثلث المحرمات فى المجتمع المصرى صلابة، وهو ضلع «الدين».. نُعرّفكم على أسلوبهم فى التفكير، وسياستهم فى العيش، وزادهم من الكتب التى تثبّت قناعاتهم الجديدة.
لم يجد الملحدون سوى موقع ال«YouTube» لنشر أفكارهم، من خلال مقاطع مصوّرة يعبّرون فيها عما يعتقدون، وهو ما نفذه الشاب الملحد المصرى إسماعيل محمد، عندما بدأ فى رفع حلقات برنامجه «البط الأسود» الذى يحاور فيه عدداً من الملحدين المصريين.
سجل «إسماعيل» حوالى 16 حلقة منذ أواخر أغسطس 2013، وجاءت فكرة تسجيل تلك الحلقات كمحاولة لسماع أصوات اللادينيين والملحدين فى مصر والدول العربية، كما يقول «إسماعيل»، صاحب فكرة البرنامج الذى أعلن إلحاده عام 2011. الفكرة لم تكن هى الأولى من نوعها؛ حيث سبقه إليها مجموعة من المصريين الذين يُعلنون عدم إيمانهم بأى دين، بتسجيل حلقات ورفعها على موقع «YouTube»، منها شخص أطلق على نفسه «مصرى ملحد»، نشر مجموعة من مقاطع الفيديو سجلت عشرات الآلاف من الزيارات والمشاهدات ويظهر فيها شخص يلقب نفسه ب«مصرى ملحد» يتناول بعض الموضوعات المتعلقة بالأديان، لا سيما الدين الإسلامى، وكذلك نظام التعليم المصرى بالنقد. حاور «إسماعيل» عدداً كبيراً من الشباب الملحدين واللادينيين المصريين، من بينهم ألبير صابر، المتهم بازدراء الأديان الذى سافر مؤخراً إلى سويسرا، وكذلك علياء المهدى، الفتاة التى نشرت صورة عارية لها عام 2011، وغيرهما أمثال ميلاد سليمان، وأحمد حارقان، وعماد الدين حبيب، والمدون المغربى، وبسام البغدادى، والمدون العراقى الملحد، وغيرهم.
وإلى جانب حلقات «البط الأسود» التى يحاور فيها إسماعيل الإسكندرى ملحدين ولادينيين هناك حلقات أحد الملحدين المصريين الذى يلقب نفسه ب«مصرى ملحد» وهى حلقات نالت شهرة أكثر حتى أعاد نشرها المئات من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، ومن ضمن الموضوعات التى ناقشها «مصرى ملحد» عبر مقاطع الفيديو القاعدة الأخلاقية فى الأديان، والنظام التعليمى الذى يمارس، بحسب تعبير صاحب الفيديوهات، محاكم تفتيش دينية؛ لأنه يجبر الطالب دائماً على الالتزام بالرأى الذى يتبناه المدرّس فى مسائل الدين المختلفة وإلا «يسقط».
فضلاً عن الحلقات التى يصورها ملحدون، أمثال «مصرى ملحد»، أو البرامج الحوارية التى يسجلها إسماعيل محمد، الملحد الإسكندرى، هناك مجموعة مناظرات بين ملحدين ومؤمنين يُعيد الكثير من الملحدين نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، ومنها مناظرة «مصرى ملحد» مع الدكتور هيثم طلعت، صاحب موقع «الإلحاد فى الميزان» على الإنترنت، حيث تناقشا عن فكرة وجود الله وصدق الأديان. علّق كثيرون من مشاهدى مقاطع الفيديو التى رفعها إسماعيل محمد ضمن حلقات برنامجه «البط الأسود»، بعضهم مؤيد ومتفاعل إيجابياً مع البرنامج الذى تتوالى حلقاته منذ أغسطس الماضى، وبعضهم جاء معارضاً للفكرة برمتها مثلما علّق «طارق» قائلاً: «دليل على اقتراب يوم القيامة، يا رب احفظنا يا رب.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. يا رب ثبّتنى على دينك، يا رب دى نعمة كبيرة الواد مش حاسس بيها، وحسبى الله ونعم الوكيل»، ومن المؤيدين نضال خميس الذى علق على حلقة «البط الأسود» مع الناشطة علياء المهدى فقال: «هاى البنت لازم تحطوها ع راسكم فى مصر.. البنت هى الثورة الحقيقية».
أخبار متعلقة:
الشعب يلتهم «الذئاب»
السياسة.. طبق المصريين المفضل
ماذا جرى للمصريين؟
الستات فى عصر الإخوان: نكدب لو قلنا ما بنحبش.. مصر
الأقباط.. الخروج الكبير من «قلب» الكنيسة إلى «رحاب» الوطن
ثوار الجامعات يتخلون عن دورهم التاريخى أمام عنف الإخوان
«فيس بوك» و«تويتر».. جمهورية الواقع «الملخبط»
الاشتراكيون الثوريون.. لا حياء فى السعى إلى «هدم الدولة»
«الأناركية».. تحيا «الفوضى المبهجة»
رئيس «طلاب مصر»: التحرش بالشرطة هدف «الإخوان»
الإخوان.. تاريخ من الانقلاب على الذات
جماعة الخيانة
الثورة.. «مرجيحة» الإخوان
الإخوان فى البرلمان: شالوا «الوطنى».. حطوا «الحرية والعدالة»
الخائن رئيساً: من البرش إلى العرش.. وبالعكس
«التنظيم» ورم خبيث.. واستئصاله لن يمر دون ألم
جورج إسحاق: «الإخوان» انقلبوا على «25 يناير» فأسقطهم الشعب فى «30 يونيو»
الأخوات الإرهابيات: «خلّى السلاح صاحى».. تحت النقاب
شاهندة مقلد: أنا ومصر ننتظر ثأرنا من الإخوان.. وسننتصر
الخطاب الدينى.. بين «أمن الدولة» ومنصة «رابعة»
«وأن المساجد لله» وليس لمصلحة الجماعة
الفضائيات الدينية: الفتنة أشد من القتل
مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد
مسيحى سابق: صعوبة التجربة فى مجتمع يدّعى التدين قد تدفعنى للهجرة