سرعان ما ينتهي صخب السياسية، وضجيج الأخبار المتعلقة بالرؤساء، ليبقى ملمحا ما في شخصياتهم، أو ملابسهم، أو حتى طعامهم عالقا بالعقل الجمعي، يتم استدعاؤه بمجرد ذكر الاسم.. حدث ذلك مع الرؤساء الخمسة السابقين لمصر، الذين ارتبطت ملامحهم الشخصية إلى حد كبير بنشأتهم وأصولهم على اختلافها. "كاريزما" جمال عبد الناصر.. مسألة فسرتها الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب، جامعة الزقازيق قائلة: "كاريزما كلمة ألمانية، ظهرت لأول مرة كوصف من أجل جمال عبد الناصر، فقد كان شخصية جاذبة لا ترى العين غيرها، هذه هبة ربانية، جعلته زاهدا في ادعاء الهيبة، وبعيدا عن كل أشكال الشراهة، كان يسافر الاتحاد السوفييتي ومعه جبنه قريش وجرجير". ما أن يذكر اسم الراحل محمد أنور السادات، حتى تستدعي العقول "البايب"، حالة تصفها زكريا بأنها "الحالة الأكثر تعقيدا مابين الرؤساء"، تقول: "السادات لديه أصول ريفية، وخلفية متواضعة، كافح و أصبح ضابطًا، لكنه ظل فترة طويلة يعاني من الحرمان، مع ذلك أصبح من أشيك 10 رؤساء في العالم ، حيث كان حرصه كبير على ارتداء ملابس أصلية (سينييه)، وكنا كشعب في عهده نتبادل الحديث عن ملابسه وتفاصيله، ومنها البايب الذي يعد واحدا من أعلى مستويات الادعاء في إظهار الأهمية ". "أنا دكتوراة في العند".. قالها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عن نفسه، بفخر.. مسألة فسرها البعض بأنها نتيجة طبيعية للخلفية العسكرية، لكن الدكتورة هدى تضيف أسباب أخرى: "30 سنة حكم رسخوا عنده إنه باق إلى الأبد، كان صعب بالنسبة له قبول المعارضة، اعتاد الأوامر في دولة كانت الكلمة العليا فيها لمؤسسة الرئاسة، وبشكل عام العند دائما مرتبط بالجهل، ومبارك كان بحسب التعبير الإنجليزي صاحب طريقة تفكير أحادية". اشتهر الرئيس المعزول محمد مرسي قبل توليه السلطة بأنه يأكل "البط" بانتظام، معلومة لم تلبث الأيام أن أبرزتها، فالجهاز المركزي للمحاسبات أعلن حسابات " البط والكباب والدجاج" التي وصلت تسعة آلاف جنيه يوميا، حتى داخل السجن يرفض مرسي تناول العدس والبرتقال ويصر على تناول البط والفطير وشراء الدجاج من "كانتين السجن".. حالة وصفتها زكريا بأنها "جنون تناول الطعام". أستاذ الاجتماع السياسي حاولت تأصيل هذه الحالة قائلة: "صورة الغني عند الفقراء والفلاحين دائما، حتى في أفلام الأبيض والأسود هي الحمام والفراخ والبط والوز والفطير، ومرسي ينتمي إلى هذه الطبقة، كان ولا يزال الطعام هو الاهتمام الأول بالنسبة له، يشبع بها نفسه وليس معدته فقط". " الصموت" هكذا اشتهر الرئيس المؤقت عدلي منصور، وهي مسألة طبيعية بحسب "زكريا" التي أشارت أن القضاة لهم سمات شخصية، يكتسبونها بحكم العمل كالوقار الشديد، و الصمت، والوقوف في منطقة وسط باستمرار.