دقَّت الأجراس وصدح الشمامسة بالترانيم، وأطلق الكهنة البخور، ورُفعت الصلوات، احتفالاً باليوبيل الذهبى لافتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، التى ارتدت حُلة جديدة تليق بالمناسبة الكنسية والوطنية، وبالتزامن مع العيد السادس لتجليس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على الكرسى البابوى. 109 مطارنة وأساقفة شاركوا فى القداس.. والبابا دشن 200 أيقونة تحكى رحلة العائلة المقدسة وتُخلد ضحايا الإرهاب ففى السابعة من صباح أمس، خرج البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى موكب كبير يتقدمه الشمامسة و109 من مطارنة وأساقفة الكنيسة، من المقر البابوى وحتى كنيسة الأنبا رويس الكبرى بالكاتدرائية، لتدشين التجديدات التى أُدخلت فى الكاتدرائية بعد 50 عاماً من بنائها. ودشَّن البابا والأساقفة 200 أيقونة قبطية بالكاتدرائية كان أكبرها أيقونة حضن الآب «البانضوكراطور» فى شرقية الهيكل الأوسط للكنيسة الكبرى بالكاتدرائية، وهى أضخم أيقونة من هذا النوع حيث تقدر مساحتها ب600 متر مربع، فيما تحكى باقى الأيقونات عن رحلة العائلة المقدسة فى مصر وأبرز الأحداث فى تاريخ الكنيسة وصولاً إلى شهداء العمليات الإرهابية الأخيرة التى استهدفت الأقباط ومنها حادث ذبح الأقباط على يد تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، كما تم تدشين المذبح الرئيسى للكاتدرائية على اسم القديس مارمرقس الرسول كاروز مصر ومؤسس الكنيسة القبطية، بينما حمل المذبح البحرى اسم السيدة العذراء مريم، والمذبح القبلى اسم القديس البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك القبطى ال20 «حامى الإيمان المسيحى»، والقديس البابا كيرلس السادس البطريرك ال116 الذى بنى الكاتدرائية. وألقى البابا كلمة فى أعقاب طقس التدشين، قائلاً إن هذا اليوم مشهود وفريد فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث احتفلت مصر منذ 50 عاماً بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والبابا كيرلس السادس والإمبراطور هيلا سلاسى إمبراطور إثيوبيا، بافتتاح الكاتدرائية بعد أن وضع حجر الأساس عام 1965 وافتتحت عام 1968 وكانت أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط، مشيراً إلى مباركة العائلة المقدسة أرض مصر قائلاً: «دائماً مصر حارسة لكل القيم والمعانى النبيلة، وها هى كنيسة مصر بتاريخها العظيم شاهدة على عظمة هذه الأرض التى عليها الكنيسة، فكنيسة مصر تاريخ وفخر». وأضاف البابا أن حدث التدشين يوم نادر الحدوث ويجب أن يسجل فى «السنكسار» -كتاب تاريخى بالكنيسة يقرأ فى الصلوات يوميا- ويقرأ من عام لعام، واصفاً يوم التدشين باليوم الجميل ويوم شكر أمام الله ويوم فرح وابتهاج لما يعطيه الله من النعم، ويوم تعهد أمام الله بالحياة النقية. وتابع البابا: «منذ 4 سنوات بدأنا التطوير والتجديد المعمارى واشترك مئات من المهندسين والفنيين والعمال وعدد كبير من الشركات وعملوا عملاً كبيراً فى كل كبيرة وصغيرة من أعمال الكاتدرائية، وكان من المرتب إقامة احتفال لتكريمهم ولكن لولا الظروف التى حدثت فقد تم تأجيله ولكننى أشكرهم جميعاً، وهذه الأعمال ليست سهلة، فيكفى أن تعلموا أن المنارة أقيم لها سقالة بوزن 160 طناً لكى يصلوا لها، وفى الكنيسة ما يقرب من 200 أيقونة، واستغرق رسم القبة العليا 6 شهور». وأشار البابا إلى أن الكنيسة ستصدر كتاباً تفصيلياً لشرح الأيقونات التى وُضعت فى الكاتدرائية والتى تمثل أحداثاً مثل «شهداء ليبيا، والإسكندرية وطنطا، واعتراف المجمع المقدس بقداسة البابا كيرلس السادس». وقدم البابا الشكر للمساهمين فى تجديد الكاتدرائية، لافتاً إلى وجود بعض التشطيبات النهائية، ولكن الأعمال الأساسية انتهت، مختتماً كلمته بالقول: «نعلم أن الله يملك الكنيسة ويعمل فيها، وإن كنا من زمن إلى زمن نتعرض لحروب وأبواب الجحيم، لكنها ثابتة وراسخة»، وأعطى البابا الكلمة للأرشيدياكون فؤاد شفيق الذى روى ذكرياته عن الكاتدرائية، إذ حضر وضع حجر الأساس لها والافتتاح وحتى تجديدها. وشهدت الكاتدرائية إجراءات أمنية مشددة، إذ خضع كل من سمح له بالدخول للتفتيش الدقيق من قِبل الجهات المختصة، كما تم منع دخول السيارات نهائياً وكذلك أى حقائب كبيرة أو مأكولات أو آلات حادة أو أى أداة قابلة أو تساعد على الاشتعال. وخصصت الكاتدرائية بوابة (3) المطلة على شارع مستشفى الدمرداش لجميع المصلين حاملى الدعوات الفضية والدعوات البيضاء (المدرج العلوى)، ودخول الكهنة والرهبان (حاملى الدعوة الذهبية)، فيما تم الدخول عبر البوابة الرئيسيّة (1) المطلة على شارع رمسيس، لكل من «المطارنة والأساقفة المشاركين فى صلاة القداس، والمصلين حاملى الدعوات الدفتر والدعوات الذهبية (للعلمانيين فقط)، والصحفيين والإعلاميين حاملى التصريح الخاص من المركز الإعلامى والخاص بالحدث. وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، إن الأعمال الإنشائية للكاتدرائية استمرت 3 سنوات ثم افتُتحت الكاتدرائية المُنشأ مبناها على شكل الصليب فى 25 يونيو 1968 فى احتفالية كبرى حضرها ممثلون عن كنائس العالم إلى جانب شخصيات عامة وقادة دول، على رأسهم الرئيس جمال عبدالناصر والإمبراطور هيلا سلاسى إمبراطور إثيوبيا.