"يقف على شنبه الصقر"، كناية الفحولة تلك تحولت إلى واقع مع اشتعال بيزنس صيد الصقور في موسمها بين أهالي مطروح، فالبيزنس الذي يبدأ من صحاري مصر الواسعة، حيث البيئة الخصبة لصيد الطيور الحرة الجارحة، يتاجر فيه تجار الطيور مستغلين حب الصيادين لهذه الهواية. سماسرة وصيادون، هما طرفا معادلة صيد الصقور والتجارة فيها في سوق بيع وشراء يهتم بالأفضل منها، خاصةً الأنواع الكبيرة والنادرة منها، التي تباع بمبالغ تتراوح بين 100 ألف وحتى 500 ألف جنيه، حسب إمكانيات ومهارات كل طائر، فهم يعرفون قيمتها، وكيف يروجون لها ويسوقونها. حكايات صائدى ومدربي الصقور تكشف أنه عندما يصل هؤلاء السماسرة إلى دول الخليج، تُقام المزادات فى أسواق معروفة لبيع الطيور الحرة، يتجمع فيها أشهر التجار، من السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين، وأحياناً يرتفع سعر "فرخ الشاهين"، الذي تم شراؤه بنحو نصف مليون جنيه، إلى أكثر من مليون جنيه، محققين أرباحاً طائلة. ممارسو هواية صيد الطيور أحيانا يقيمون منافسات بين صقورهم، يفوز فيها الأقدر على الصيد، كما يستغل البعض هذا النوع من الطيور من خلال تدريبها على اصطياد اللؤلؤ والأحجار الكريمة من البحار المحيطة، وهي تجارة أكبر، يستخدمون فيها أقوى الصقور، لتغطية ثمنها، وجني أرباح طائلة. خيرالله أبوالمرازيق، من شباب مطروح، أحد هؤلاء، والذي نجح في اصطياد فرخ شاهين، مفاخرا بالإنجاز الذي حققه، ومتحدثا عن هواية أبناء مطروح وشغفهم باصطياد الطيور الجارحة. العمدة إدريس أبوالسويطية، رئيس مجلس عمد ومشايخ قبائل محافظة مطروح الأسبق، قال عن الأمر إن موسم صيد الطيور الحرة بجميع أنواعها، يبدأ خلال تلك الفترة، مضيفًا: "هناك الكثير من أنواع الطيور الجارحة، فمنها ما يبلغ ثمنه 200 ألف جنيه وآخر 300 ألف، وهناك ما يزيد على ذلك". وأوضح "أبوالسويطية" ل"الوطن" سبب إقبال شباب مطروح على اصطياد الطيور الجارحة، قائلاً: "هناك طلب على الطيور الحرة القيمة والنادرة، من أمراء الخليج الذين يشترونها من السماسرة والتجار، حيث يستخدموها في رحلاتهم بمناطق الخليج لصيد الحباري والكروان".