مشاهد الخراب والدمار التى خلفها تفجير مديرية أمن الدقهلية الإرهابى، وحالة الذعر الممزوجة بالبكاء الهيستيرى التى ظهرت على وجوه أصحاب محال شارع العباسى وأهالى المنطقة الذين فقدوا بيوتهم وأصبحوا فى العراء، دفعت مجموعتين من شباب المنصورة للتحرك من أجل نجدة الأهالى وإعادة هيكلة المدينة التى غرقت ولحق بأبراجها وتراثها الدمار تحت شعار واحد.. «المنصورة هتتبنى بإيد ولادها». رغم اختلاف نشاط كل منظمة منهما فإن شباب «حلم» و«إحنا هنبنيها» توحدوا على إعادة إحياء ذكريات طفولتهم المقترنة بالشوارع وتراث مدينتهم، وفى الوقت ذاته يتحدون الأفعال الإرهابية التى تهدد استقرار وأمن البلاد، فقرر أحدهم التبرع بالمال لمساندة الأسر الذين فقدوا بيوتهم، بالإضافة إلى أصحاب محلات شارع العباسى لإعادة فتحها مرة أخرى، والآخرون وهبوا وقتهم ومجهودهم العضلى لتطوير وتجميل الشوارع من جديد. «الناس إمبارح كانت واقفة قدام محلاتها بتبكى على اللى راح، ده غير الأسر اللى باتوا فى الشارع بسبب بيوتهم اللى وقعت».. مشاهد يتذكرها المحامى شريف أحمد، رئيس منظمة «حلم» الخيرية، الذى قرر هو و85 شابا وفتاة من فئات عمرية تتراوح بين 15 و32 سنة، تقسيم أنفسهم إلى مجموعات تنتشر فى المنصورة والقرى المجاورة لجمع تبرعات مادية أو عينية للأسر المتضررة من حادث الانفجار: «هننزل ونلف على كل بيت ونشوف هما يقدروا يساعدوا بإيه فلوس أو أى صاحب مهنة يصلح اللى اتكسر»، الأضرار التى حصرها المحامى العشرينى وفريقه بالحملة تراوحت بين 50 محلا و3 قاعات أفراح بطلخا، بالإضافة إلى برجين سكنيين، مؤكدا أن التبرعات التى ستجمع فى غضون أسبوع أو أكثر ستقدم لمن يستحقها. 500 متر دائريا هى المساحة التى حددها محمد بركة، مؤسس حملة «إحنا هنبنيها» بالمنصورة، لمنطقة انفجار مديرية أمن الدقهلية والشوارع المحيطة بها، مؤكدا أن حملته التى تتكون من 35 شابا وفتاة سيسعون لإعادة تجميلها وتطوير شوارعها بعد أن أغرقتها «ماسورة عمومية» انفجرت بفعل الحادث.