سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد المدهون: لم ندرب شباب الإخوان فى معسكرات «القسام».. والسفير الفلسطينى متورط فى تشويهنا «الوطن» فى قلب غزة.. رحلة البحث عن الحقيقة وإجابات «الأسئلة الصعبة»
رفض محمد المدهون، وزير الثقافة والشباب والرياضة فى حكومة «حماس»، الاتهام الموجه إلى حركة «حماس» بتدريب شباب إخوان مصر فى معسكرات قتالية بغزة فى عهد «مرسى». وقال «المدهون»، فى حوار حصرى ل«الوطن»، إن اتفاقية تبادل الخبرات بين «حماس» والإخوان لتدريب 2000 شاب مصرى فى معسكر «المحميات» التابع لكتائب القسام «أكذوبة» روجتها حركة «فتح» فى إطار صراعها السياسى مع «حماس». وأضاف: «وزارتى لم توقع أى بروتوكولات تعاون مع العامرى فاروق، وزير الرياضة فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، كما لم توقع حكومة (حماس) أى بروتوكول رسمى واحد مع أى وزارة مصرية». فيما وصف الوزير الحمساوى عقوبات اللاعبيْن أحمد عبدالظاهر ومحمد يوسف، بسبب رفع إشارة «رابعة»، بأنها «قاسية»، وتساءل: «إذا رفع لاعب مصرى صورة الفريق السيسى هل ستكون العقوبة بالمثل؟». وشن «المدهون» هجوماً على السفير الفلسطينى والسفارة الفلسطينية فى القاهرة، وقال: «هم رأس الفتنة فى كل ما ينشر ضد (حماس) من اتهامات».. وإلى نص الحوار ■ من اللافت للنظر أن فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى شهدت نشاطاً ملحوظاً فى التعاون الرياضى والثقافى بين حكومة غزة ومصر! - المسألة لم تكن مرتبطة بوجود «مرسى»، فلقد كان هناك تواصل أيضاً وقت حكومة «الجنزورى» أيام المجلس العسكرى بين كل من وزارة الثقافة والرياضة فى حكومة «حماس» والمجلس الأعلى للشباب فى مصر وقتها، وفى أيام «مبارك» كان هناك أيضاً تواصل من خلال أحمد نظيف والوزير عمر سليمان. إذن لم يكن التواصل مقصوراً على فترة حكم «مرسى»، فمصر دوماً حاضنة للقضية الفلسطينية بكل تفاصيلها. وعلى كل حال نحن لم نوقع أى بروتوكولات تعاون فى عهد «مرسى». ■ كيف ذلك، وقد تم فعلياً توقيع بروتوكولات تعاون بين وزارة الثقافة والرياضة فى حكومة «حماس» وبين العامرى فاروق، وزير الرياضة فى عهد «مرسى»، لتبادل الخبرات بين شباب مصر من الإخوان وحركة «حماس»؟ - نحن لم نوقع أى بروتوكول رسمى فى عهد «مرسى» مع وزارة الشباب المصرية، بل لم يتم توقيع أى بروتوكول رسمى مع أى وزارة مصرية أخرى. ■ إذن ماذا كان يدور فى الاجتماعات والزيارات المشتركة الكثيرة فى عهد «مرسى»؟ - كانت تتم مناقشة بعض مشاريع التعاون وطرح بعض الرؤى لكنها لم تخرج أبداً للنور، لأن الإشكالية كانت تتعلق بأن التوقيع بشكل رسمى على هذه البروتوكولات يحتاج إلى موافقات من وزارة الخارجية والسفارة الفلسطينية وغيرها من الجهات الرسمية، وهذا لم يتوافر، لهذا لم تصل هذه الرؤى المشتركة إلى حيز البروتوكول الرسمى. ■ لكن بعض المواقع الإعلامية الفلسطينية هذه المرة وليست المصرية هى من قامت بنشر معلومات تتعلق ببروتوكول تعاون ينص على تدريب 2000 شاب إخوانى من مصر فى معسكر «المحميات» التابع لكتائب القسام؟ - غير صحيح، حتى لو نشرت هذه المعلومات فى موقع فلسطينى. ولقد تحدثت مع الكابتن أحمد شوبير فى برنامجه التليفزيونى قبل 30 يونيو بنحو شهر فى الموضوع نفسه بشكل شخصى، وحكى لى عن العديد من الروايات المشابهة، لكن كلها شائعات مختلقة، فلا توجد لدينا أى علاقة بهذا الجانب سواء كان مع الإخوان أو غيرهم، وهذه الزيارات لم تحدث أصلاً ولا يوجد ما يثبتها رسمياً، ونحن لدينا عشرات الوثائق التى تثبت تورط السفير الفلسطينى والسفارة الفلسطينية فى القاهرة فى نشر هذه الأكاذيب ضد «حماس» من خلال مخطط لتشويه صورتنا، وهذا كان يحدث أيضاً وقت حكم «مرسى». ■ ربما تم إدخالهم عبر الأنفاق فى سرية تامة؟ - مصر تعرف تماماً كل ما يدخل الأنفاق وما يخرج منها، تعرف كل صغيرة وكبيرة تمر عبر الأنفاق، وهى قادرة على التعاطى مع موضوع الأنفاق بشكل واضح. وعلى الرغم من أننا نرفض ما قامت به مصر من هدم لهذه الأنفاق، لأنها تمثل شريان حياة للشعب الفلسطينى فى غزة، فإن ما تتحدثين عنه لم يحدث. ■ هل اتصالاتكم مع الجانب المصرى مقطوعة حالياً؟ - نعم، ولقد طلبنا السفر عبر مصر لتركيا مؤخراً لحضور إحدى الفعاليات الرياضية هناك ولم يتم السماح لنا بذلك، وهذا يسرى أيضاً على الفرق الرياضية المختلفة، كما توقف معرض الكتاب لأجل غير مسمى بسبب تصاريح الدخول عبر المعبر. ■ لماذا لم تقوموا بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية فى القاهرة بشكل رسمى؟ - لا تنسيق لنا مع السفارة الفلسطينية فى القاهرة حتى على المستوى الرياضى أو الثقافى، أى بعيداً عن السياسة، فهى لا تتعامل معنا نهائياً، فلو قدمنا طلباً للسفارة لن يتم النظر إليه بالمرة، فنحن نتبع حركة «حماس» وبالتالى لا يتم التعامل معنا على المستوى الرسمى. ■ كيف استقبلت «حماس» معاقبة لاعب الكرة أحمد عبدالظاهر ولاعب الكونغ فو محمد يوسف بعد رفعهما إشارة «رابعة» فى الملعب؟ - تعاطفنا مع هذين اللاعبين، ونرى أن قرارات التوقيف ضدهما مبالغ فيها ومجحفة. ■ اللاعبان لم يرفعا علم فلسطين بل رفعا إشارة «رابعة» للدلالة على تأييدهم للإخوان، أم لأنكم تنتمون لهذا الفصيل السياسى؟ - لو أن اللاعب رفع صورة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى بعد أن سجل الهدف، هل كان سيتم اتخاذ إجراءات وعقوبات ضده؟ وهل ستكون بنفس مستوى العقوبات التى أخذت ضد اللاعبين الذين رفعوا إشارة رابعة؟ لا أعتقد، لهذا أصمم على القول بأن العقوبات عليهم كان مبالغاً فيها وقاسية. ■ لكن الملاعب ليست مجالاً لأى سجال سياسى؟ - من الناحية الموضوعية هذا صحيح، ونحن فى غزة أول من فعل ذلك من خلال توقيعنا على وثيقة اسمها «وثيقة الوفاق الرياضى» عام 2008، حيث أعدنا بناء الأندية الرياضية على قاعدة التفاهم بين القوى السياسية وتحديداً «فتح» و«حماس»، وبالتالى نحن نحيد الرياضة بعيداً عن السياسة، وما نطالب به يجب أن نحترمه فى كل المجتمعات العربية، والدليل على ذلك أيضاً أنه بالرغم من حالة الزخم السياسى التى تعيشها العلاقات المصرية وحكومة «حماس»، فإننى قمت بالاتصال برئيس النادى الأهلى لتهنئته بعد فوز الأهلى بكأس أفريقيا، ورئيس نادى الزمالك للتهنئة بفوز الزمالك بكأس مصر، ولقد قوبلت بحفاوة شديدة فى الجانبين. ■ يتردد فى الأوساط الرياضية أن لاعب الكرة محمد أبوتريكة، المعروف بتعاطفه مع جماعة الإخوان، سيطلق حملة لرفع العقوبات عن هذين اللاعبين، فهل تدعم «حماس» هذه الحملة؟ - «أبوتريكة» اكتسب شعبية كبيرة عندنا فى غزة بعد أن رفع فانلته وقال «تعاطفاً مع غزة»، فنحن نعتبر أن إرسال أى رسائل تخص القضية الفلسطينية يوجب علينا أن نتعامل معها بكثير من التعاطف والاهتمام والحب أيضاً، فحينما يتحدث أى لاعب مشهور عن فلسطين أو يرفع علمها فهذا يشعرنا بالفخر والقرب، وكلما اقتربت الناس من القضية الفلسطينية قربنا منهم أيضاً، فكل ما يمس القضية الفلسطينية بطبيعة الحال نتعاطف معه، لكننا لا ندعم هذه الحملة ونعتبر هذا شأناً مصرياً داخلياً لا نتدخل فيه لا من قريب أو من بعيد. ■ صورة «حماس» فى الشارع المصرى سيئة، والعديد من الشخصيات المحسوبة على النخبة المصرية ممن زارت غزة من قبل وأعلنت تضامنها معها، تغير موقفها تجاهكم بعد ثورة 30 يونيو. - لقد زرنا بالفعل العديد من الشخصيات المرموقة إعلامياً وسياسياً ورياضياً مثل أحمد شوبير وتوفيق عكاشة وهشام الجخ وحمدين صباحى، ومع ذلك تحول بعضهم، وهذا التحول قد ألتمس فيه العذر للبعض، لأن الخلط الموجود نابع من اعتبار أن «حماس» جذورها وأصولها تعود للإخوان المسلمين، وهذا الخلط ما بين «حماس» والإخوان فى المشهد المصرى هو ما يؤدى إلى هذا التحول، فيتم إسقاط العداء للإخوان على العداء ل«حماس»، لكن فى النهاية لا يمكننا القول سوى أننا حركة تحرر وطنية هدفها تحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال، وأى شىء يبعدنا عن هذا الهدف فنحن نبتعد عنه. ■ تحركات «حماس» على الأرض والتقارير التى تنشر عن تورطها فى العديد من الأحداث التى تمس صميم الأمن المصرى هى السبب المباشر فى هذا الخلط الذى تتحدث عنه. - نحن لم نتحرك على الأرض ضد مصر، بل إن ضخ وسائل الإعلام لهذه الحكايات غير الحقيقية برعاية «فتح» هو السبب، وهى سبب الواقع الحالى الذى تعيشه العلاقات المصرية مع «حماس» بشكل مباشر. ■ لماذا لم يحصل المركز الثقافى المصرى فى غزة على التصاريح الرسمية حتى الآن، هل هى تصفية حسابات؟ - لا، ولكن الفكرة كلها تنحصر فى أن المركز يريد أن يكون مقراً للجالية المصرية فى غزة، وهذا تعريف نرفضه جملة وتفصيلاً، فلا يجب أن يكون هناك شىء اسمه جالية مصرية على أرض غزة، فحينما تكون سيدة مصرية متزوجة من رجل فلسطينى وعندها هوية وإقامة وأبناؤها من أبناء الشعب الفلسطينى، فهى لا تعتبر إذن من الجالية المصرية، فنحن نعتبرهم أبناء الشعب الفلسطينى، ونعتبرها امرأة فلسطينية، لهذا فإن توصيف المركز الثقافى يجب أن يكون فقط على اعتبار أنه يقوم بنشاطات ثقافية وشعبية دون الخلط، وقريباً سنمنحه الترخيص. ■ هل هذا يعنى أنكم نزعتم عن المرأة المصرية جنسيتها المصرية بعد زواجها من فلسطينى؟ - لا، ليس هذا المعنى، لكن المعنى أنها متى تزوجت فلسطينياً فهى أصبحت فلسطينية لديها الحقوق الكاملة، شأنها شأن السيدة الفلسطينية الأصل. ■ إذا ما حدث لهذه السيدة أى مشكلة باعتبارها مصرية الأصل، من يتولى مسئوليتها، خاصة فى ظل عدم وجود قنصلية مصرية فى غزة؟ - نحن من نتولى مسئوليتها، ولدينا اتصالاتنا، وأعنى هنا الحكومة، ومع ذلك فنحن نقول إن مكتب التمثيل الرسمى المصرى الذى كان موجوداً فى قطاع غزة حتى عام 2007 مرحب به تماماً للعودة مرة أخرى فى أى وقت، وندعوهم إلى أن يعودوا إلى غزة وإقامتهم متوافرة. ■ هل تأثرت علاقة «حماس» بدول الخليج العربى مؤخراً فى مجالى الثقافة والرياضة؟ - نعم، هذا صحيح. وهذا ليس وليد اليوم، لكنا نطرق كل الأبواب، والاستجابة تكون متباينة، هناك دول أغلقت الأبواب تماماً، وهناك دول وافقت على التعاون من خلال منظمات المجتمع المدنى وليس بشكل رسمى، وبعض الدول استجابت بشكل مطلق مثل قطر، والكويت ترحب فى بعض الأحيان بصرف النظر عن موقفها السياسى تجاهنا، سلطنة عمان تستجيب بشكل نسبى، الإمارات من خلال بعض المنظمات المدنية وليس بشكل رسمى. ■ لماذا اعتقلت «حماس» نجم برنامج «عرب أيدول» محمد عساف أكثر من 20 مرة ومنعته من الغناء؟ - غير صحيح، فنحن أقمنا له مؤتمراً صحفياً بعد فوزه، وكرمناه فى حفل استقبال رسمى بعد خروجه من معبر رفح، ولم نمنعه من الغناء كما يشاع، بل نعتبره من المواهب الفلسطينية التى مثلت اسم فلسطين بجدارة، كما شهد حفل التكريم عدد من الفنانين وشخصيات بارزة فى المجتمع. ■ «حماس» تفرض سيطرتها على الثقافة والفنون فى غزة، والدليل أنه لا توجد دار سينما أو مسرح واحد فى القطاع. - الموضوع لا علاقة له بالحلال والحرام، الفكرة كلها أننا لا نمتلك مقومات كبيرة فى البنية التحتية، فنحن لا نملك دور سينما مثلاً فى غزة، لكن إذا توافرت هذه الدور أكيد سنعرض كافة الأفلام أياً كانت الدول المنتجة لها. ■ هل ستكون أفلاماً تجارية أم وثائقية وإسلامية فقط؟ - أفلام من شتى الدول؛ أمريكية، مصرية، فرنسية، لا مشكلة لدينا فى التعاطى مع السينما. ■ وماذا عن دور الرقابة؟ - الرقابة تعمل وفقاً لبعض المبادئ الأخلاقية، شأنها شأن مصر، لكن ليس وفقاً لمبدأ الحلال والحرام، والدليل على ذلك أن هناك فلسطينيات يسرن وشعرهن مكشوف تحت حكم «حماس» ولم يعاقبهن أحد، وهناك أناس لا يؤدون فروض الصلاة ولم يجدوا فى يوم من الأيام أحداً يسألهم لماذا لم تصلوا؟ وهذا أولى إذا كنا نريد أن نتحدث عن الحلال والحرام لا عن مسألة عرض أفلام سينمائية أو مسرحيات. ■ يقال أيضاً إنكم تمنعون تعلم الغناء والموسيقى ما بعد سن 12 عاماً فى مراكز تعلم الموسيقى؟ - غير صحيح، ونحن نتعاطى مع كافة أنواع الفنون الراقية وفى مقدمتها الموسيقى، بل لدرجة أن هناك فرقاً موسيقية للشباب تقدم معزوفاتها وأغنياتها فى الشوارع بين الناس بشكل عادى جداً ولا أحد يعترضهم أبداً.