قال محمود بدر، مؤسس حركة تمرد، إنه ما زال مُصراً على رأيه بدعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسى للترشح لرئاسة الجمهورية، مؤكداً أن غالبية المكاتب الإدارية للحركة ستدعم وزير الدفاع فى الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن الأزمة الأخيرة التى نشبت بينه وبين حسن شاهين المتحدث الإعلامى للحركة أثرت سلبيا على «صورة» تمرد فى الشارع المصرى. واعتبر، فى حوار ل«الوطن»، أن ترشح السيسى لن يعرقل تحقيق مطالب ثورتى يناير ويونيو، مؤكداً أن أبرز تجربة فى تاريخ مصر الحديث كانت فى عهد «القائد العسكرى» جمال عبدالناصر. ■ قبل 48 ساعة، اعتذرت حركة تمرد فى بيان رسمى للشعب المصرى عن التضارب فى التراشق الإعلامى بينك وبين حسن شاهين حول دعم الفريق السيسى من عدمه فى سباق الرئاسة.. ماذا عن تفاصيل انتهاء الأزمة؟ - دعنى أتحدث فى الأمر المهم الذى صاحب تلك الأزمة، فأنا ما زلت مُصرا على رأيى بدعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسى للترشح لرئاسة الجمهورية وسأدعمه، وحتى الآن كيان حركة تمرد ليس لديه موقف رسمى من دعم مرشح رئاسى بعينه، وسنعلن موقفنا النهائى بعد الاستفتاء على الدستور لأنها المعركة الأهم فى الوقت الحالى. ■ ماذا عن رأى قواعد حركة تمرد بشأن المرشح الرئاسى المفضل لديهم، خصوصاً أن هناك معلومات بأن السيسى هو المرشح الأول لديهم؟ - بكل صراحة ووضوح، غالبية المكاتب الإدارية للحركة وعدد كبير جداً من الأعضاء يؤيدون ترشح الفريق السيسى للرئاسة، الجميع يعلم أنه لو ترشح وزير الدفاع فالمعركة الانتخابية ستحسم من الجولة الأولى، والذين يعارضون ترشح السيسى هم «الأمريكان والإخوان والمحسوبون على الأمريكان». ■ لكن بالأساس حركة تمرد حينما جمعت 33 مليون توقيع على استمارة عزل الدكتور محمد مرسى، كانت تقول إن هدفها رئيس مدنى من تيار الثورة يحقق أهدافها وليس قائدا عسكريا كما هى دعوتك الآن؟ - حلم الملايين التى ثارت على «مرسى» هو أن يأتى رئيس يحقق مطالب «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، ولا يجب أن يرتبط ذلك الشخص بوظيفة معينة، والدليل أن أنجح التجارب فى التاريخ المصرى الحديث هى تجربة جمال عبدالناصر «الرجل العسكرى» سواء على مستوى التنمية أو العدالة الاجتماعية، وأنا شخصياً لا أقيّم الرئيس وفقاً لوظيفته ولكن وفقاً لبرنامجه، ودعنى أؤكد أن مصر تولى مسئوليتها شخص مدنى ك«محمد مرسى» وهو لا علاقة له بالدولة المدنية على الإطلاق. ■ ماذا عن الهجوم الذى تعرضت له خلال الأيام السابقة من أنصار المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، بعد إعلانك دعم السيسى فى سباق الرئاسة؟ - من الطبيعى أن أتعرض لهجوم منهم لأننى أدعم مرشحا يعتبرونه منافساً لهم، وقلت سابقاً إنه حال ترشح نفس وجوه انتخابات الرئاسة لعام 2012 فسأختار حمدين صباحى، لكنى غير مستعد أن أدخل فى أى مهاترات مع أى شخص، فمصر تحتاج للبناء فى الوقت الحالى. ■ بشكل صريح، هل الأزمة الأخيرة جعلتك قلقاً على مستقبل حركة تمرد فى الشارع المصرى؟ - بالعكس، أنا مطمئن طالما أنها تسير فى حماية ورعاية الشعب المصرى، وطالما أنها لا تبتعد عن بوصلة «المواطن العادى»، فحينما نخاصم وجدان المصريين سأكون قلقا على تمرد. ■ البعض يرى أنكم تداركتم أزمة التراشق الإعلامى سريعاً، خوفاً من فقدان الحركة لشعبيتها؟ - بالتأكيد، فمن ادعى أن تمرد لا تؤيد الفريق السيسى فى سباق الرئاسة أثروا بالسلب على صورة الحركة، ولذلك نجحنا سريعا بأن نقول للشعب هذا الكلام غير حقيقى ومكاتبنا الإدارية فى المحافظات، وهذا لا يمنع أننا نعانى حالياً من بعض الآثار السلبية من جراء تلك الأزمة. ■ لو قرر الفريق السيسى عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، ووجدنا أنفسنا أمام مشهد مكرر لانتخابات 2012، من ستدعمه تمرد؟ - سنجد أنفسنا أمام جولة إعادة طرفاها حمدين صباحى وعمرو موسى، ووقتها تمرد ستكون مطمئنة على مصير مصر. ■ هل من الممكن أن تدعو تمرد جماهير الشعب المصرى للنزول للشارع للتظاهر لدعوة الفريق السيسى للترشح للرئاسة؟ - ممكن جداً. ■ متى ستتحول حركة تمرد إلى حزب سياسى؟ - عقب الانتخابات البرلمانية، سنتحول لحزب سياسى، وسبب التأجيل هو معرفة الكتلة التى سنحصدها فى البرلمان المقبل. ■ هل استقرت «تمرد» على عدد المقاعد التى ستنافس عليها فى الانتخابات البرلمانية؟ - ما بين 100 إلى 120 مرشحا. ■ ماذا عن التحالفات الانتخابية مع الأحزاب المدنية؟ - كما قلنا سابقا نسعى لتشكيل أكبر تحالف انتخابى بين الأحزاب المدنية، وننسق مع الأحزاب كل منهم على حدة. ■ بصفتك كنت أحد الحضور فى الاجتماع الأخير للرئيس عدلى منصور وشباب القوى الثورية.. ماذا عن اتجاه مؤسسة الرئاسة نحو حسم أزمة تعديل خارطة الطريق؟ - شخصياً طرحت أمام الرئيس منصور فكرة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى وقت واحد، ومن يدعى أن مؤسسات الدولة التنظيمية والأمنية لا تستطيع أقول له إن الأمر مجرد «صندوق زيادة»، بالعكس فذلك الأمر سيوفر مبالغ طائلة على الدولة وسننجز المرحلة الانتقالية ويزيل مخاوف البعض من أن تتركز السلطات التشريعية فى يد الرئيس حال إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً. ■ توقعاتك للاستفتاء على الدستور، خصوصاً فى ظل وجود دعوات بالتصويت ب«لا»، واتجاه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى للمقاطعة؟ - أتوقع أن تتجاوز نسبة الموافقين على الدستور ال75%، لأن الجميع يعلم أننا فى لجنة الخمسين صنعنا دستورا متوافقا عليه بشكل كبير وبذلنا الغالى والرخيص من أجل تحقيق مطالب الثورة فيه. ■ هل ما زالت تمرد متمسكة بإقرار النظام الفردى فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - بالتأكيد، لأنها الأنسب حالياً للمشهد السياسى المصرى الذى يجب أن نحميه من عودة الإخوان متخفين فى نظام القوائم. ■ هل تفكر مستقبلاً فى الانفصال عن تمرد؟ - أمر مستبعد تماماً، فنحن نسعى لتطوير الحركة لأنها مشروع حقق حلم المصريين وليس من المنطقى أن أتركها مهما كان.