تتسلم وزارة الدولة لشؤون الآثار، غدا، من مقر وزارة الخارجية بالقاهرة خمس قطع أثرية تم استعادتها من فرنسا بعد أن هربت من مصر إثر حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير وتم تسليمهم للخارجية المصرية الأسبوع الماضي. صرح بذلك الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، مشيرا إلى أن الوزارة نجحت في رصد القطع الأثرية المستعادة من خلال مراقبتها الدائمة للمواقع التي تروج لبيع الممتلكات الثقافية للدول ذات الحضارات لرصد أية قطع أثرية تنتمي إلى الحضارة المصرية القديمة، وتتبعها لمعرفة أن كانت خرجت من مصر بطرق مشروعة أم سرقت وهربت لاتخاذ الإجراءات القانونية لاستعادتها مرة أخرى. وأوضح أنه تم رصد قطعتين بإحدى صالات المزادات بمدينة تولوز الفرنسية و الثلاث قطع الأخرى كانت معروضة في إحدى البازارات بفرنسا وتعود القطع الأثرية المستعادة إلى العصر البطلمي (القرن الثالث قبل الميلاد)، والقطع الثلاث الأخرى كانت معروضة للبيع في بازار تاجر أنتيكات. وأكد أن لجنة من الوزارة ستتسلم القطع الأثرية غدا من مقر الخارجية المصرية لإيداعهم بالمتحف المصري لإجراء الترميمات اللازمة لعرضهم ضمن سيناريو العرض المتحفي في أحد المتاحف المتخصصة. وأشار إبراهيم إلى أن الفترة الماضية شهدت نجاح وزارة الآثار في استعادة العديد من القطع الأثرية التي تنتمي للحضارة المصرية القديمة والتي كانت مهربة للخارج والتي كان آخرها استعادة مصر لأكثر من 90 قطعة أثرية كانت معروضة في صالتين للمزادات بمدينة القدس وبض القطع الأثرية بكلا من إنجلترا وألمانيا. من جانبه، قال علي أحمد مدير إدارة الآثار المستردة، إن الوزارة بالتنسيق مع الخارجية المصرية وأعضاء البعثة الفرنسية العاملة في مصر، تمكنت من رصد ثلاث قطع من بين ما تم استرداده كانت معروضة في بازار تاجر أنتيكات بفرنسا، وهي عبارة عن أجزاء آدمية، تمثل القطعة الأولى رأس من الزجاج والقطعة الثانية تمثل جزء من صدر والقطعة الثالثة عبارة ذراع كامل من الزجاج، وقد تمت سرقتهم من مخزن آثار القنطرة شرق والتي كُشف عنها ضمن أعمال البعثة الفرنسية بتل الحير عام 2010. وأضاف أن القطعتين الأخرتين كانتا ضمن القطع المسروقة من مخزن البعثة الفرنسية بسقارة مصنوعتين من الكرتوناج (قماش الكتان والجبس) كانتا معروضتان بإحدى صالات المزادات في تولوز بفرنسا أحداها تصور أمستي (أحد أبناء حورس الأربعة) في هيئة آدمية على خلفية زرقاء والأخرى تمثل إحدى النائحات والقطعتين سرقا من مخزن بعثة متحف اللوفر في سقارة، مضيفا أن وزارة الآثار بصدد استعادة قطعة ثالثة من الكرتوناج موجودة الآن في حيازة الشرطة البريطانية.