قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المؤيد للمعارضة: إن مسلحين إسلاميين قتلوا ما لا يقل عن 15 مدنيًا من أبناء الأقليتين العلوية والدرزية في بلدة "عدرا" بوسط سوريا يومي الأربعاء والخميس. وأضاف المرصد الذي يتخد من بريطانيا مقرًا ويعتمد على شبكة من المصادر في أنحاء سوريا، أنه تم قتل شخص آخر من المقاتلين الموالين للحكومة. واتهم نشطاء وشهود عيان والإعلام الرسمي السوري الجبهة الإسلامية، وهي تحالف يضم عددًا من جماعات المعارضة وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، بتنفيذ الهجمات. وقالت امرأة من عدرا منعها الخوف عن الإفصاح حتى عن الطائفة التي تنتمي إليها: إن مسلحين من الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة دخلوا منزل أسرتها في نحو الثالثة من فجر اليوم وأخذوا ابنها، مضيفة أن المسلحين قالوا إن ابنها سيعود، لكنه وحتى بعد ظهر اليوم الخميس، لم يزل مفقودًا. وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن بعض السكان فروا من المدينة، بينما اختبأ آخرون في أقبية منازلهم. وأنحى البعض باللوم في الهجوم على جيش الإسلام، وهو من جماعات تحالف الجبهة الإسلامية، ويقوده زهران علوش، وقال آخرون إن عدد القتلى يصل إلى 40، لكن لم يتسن التحقق من هذه التقارير بطريقة مستقلة. وقال ناشط من ضواحي دمشق: "زهران علوش ارتكب مجزرة". وقالت وكالة الأنباء العربية السورية إن الجيش أرسل قوات "لإعادة الأمن" في البلدة، وأضافت الوكالة: "تسللت مجموعات إرهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة إلى مدينة عدرا العمالية السكنية بريف دمشق، قام الإرهابيون بالاعتداء على السكان المدنيين العزل في منازلهم، حيث وردت معلومات تفيد بأن الإرهابيين ارتكبوا مجزرة بحق المدنيين". كانت مدينة "عدرا"، الواقعة على بعد 20 كيلومترًا شمال شرقي دمشق، ويقطنها نحو مائة ألف شخص بينهم علويون ودروز ومسيحيون وسنة، بقيت بعيد إلى حد كبير عن الانقسام الطائفي الذي أصاب كثيرًا من المدن السورية. وللبلدة أهمية استراتيجية لمقاتلي المعارضة؛ نظرًا لأنها من بين الطرق القليلة الموصلة إلى دمشق.