"أنا ضد التنمر".. حملة أطلقتها منظمة "يونيسف" لحث الأطفال في المدارس على نبذ العنف الجسدي واللفظي فيما بينهم، شارك فيها العديد من الفنانين على مستوى العالم ومصر، جذبت انتباه مدرس لغة عربية شاب؛ ليبحث في قواميس اللغة عن أصل كلمة "تنمر" وما تحمله من مرادفات، ويقرر فيما بعد أن يكون شعار الفصل الذي يشرف عليه بالمدرسة خلال العام الدراسي الحالي. إبراهيم بدر، مدرس لغة عربية بمدرسة الشربيني الابتدائية في رأس البر، استقبل تلاميذه في اليوم الأول للعام الدراسي بلافتة معلقة على حائط الفصل كُتب عليها "أنا ضد التنمر"، حيث إنه رائد لفصل بالصف الخامس الابتدائي ومسؤول عن تجهيز الاستقبال للعام الجديد، لكنه أراد أن يكون مختلفا هذا العام ليحفر في أذهان الطلاب قيمة تظل معهم حتى الكبر. "اللافتة لم تتكلف أكثر من 60 جنيها، وقمت بشراء متر فرو وفرخين فووم ومواد لاصقة، وتنفيذها لم يستغرق مني أكثر من ساعة واحدة"، بحسب حديث إبراهيم ل"الوطن". ويقول إبراهيم: "تخرجت في كلية التربية قسم اللغة العربية عام 2011 ودرست عمل الوسائل التعليمية للتلاميذ حتى أحفزهم على التعلم بطرق جديدة، وهؤلاء أطفال لا يتعدى عمرهم 10 سنوات، وحينما علقت اللافتة على الحائط في الفصل تعجب المدرسين وبعضهم لم يكن على علم بالتنمر، وحين دخول التلاميذ للفصل في أول حصة بالعام الدراسي، قمت بشرحها لهم بطريقة مبسطة، مستخدما شاشة وجهاز للعرض البصري في الفصل وجهزت 3 مقاطع فيديو عن التنمر، من ضمنهم إعلان الفنان أحمد حلمي". بعد عرض مقاطع الفيديو على التلاميذ في الفصل، تفاجأ إبراهيم بأن بعضهم يعرف معنى التنمر وأن منظمة عالمية تتبنى حملة للتوعية بمخاطره على الأطفال وتأثيره على المجتمع، حيث تابعوا بعض الإعلانات على التلفاز وشبكة الإنترنت. تأثير ما فعله المدرس الشاب بدأ يظهر على سلوك تلاميذه، فالشعار المعلق في الفصل ليس مجرد كلمات على لافتة جذابة، حيث إنهم شعروا بأن فصلهم مميز فلم يرصد أي حالة من العنف الجسدي أو الفظي بين طلابه، والأطفال في الفصول الأخرى بدأوا في توجيه الأسئلة إليهم عن اللافتة، وبدورهم يقوم التلاميذ في الفصل بشرح المعاني والأهداف التي تحملها اللافتة بطريقة مبسطة مع بعض الجمل والمواقف التي يتذكروها من مقاطع الفيديو. التقط المدرس الشاب صورة مع تلاميذه في الفصل وخلفهم اللافتة، وأرسلها ل"يونيسف"، حيث نُشرت على الصفحة الرسمية، ولم يتوقع أن يتم اختيارها من ضمن المشاركات، حيث وجد تلاميذه يرسلون إليه الصور من الصفحة الرسمية وهم في غاية السعادة بسبب فكرة بسيطة.