امتلأت مشرحة كفر الزيات بالمتفحمين من اشتعال النيران فى فنطاس بنزين اصطدم بميكروباص وتوك توك، أمس الأول، على الطريق الواصل بين مدينتى «طنطا - كفرالزيات» أمام مدخل كوبرى الدلجمون، فيما تجمع المئات من أهالى الضحايا من محافظة الغربية أمام أبواب مشرحة مستشفى كفرالزيات العام انتظارا لاستلام جثامين ذويهم، فى الوقت الذى أمنت فيه الشرطة المكان حتى استلام الجثث. وكان أهالى كفرالزيات قد شكلوا لجاناً شعبية أمام أبواب المستشفى، مانعين الغرباء من الدخول إليه، لمشاهدة ذويهم الذين راحوا نتيجة الحادث، وفى مشهد مبكٍ، ساعدوا أعضاء النيابة العامة فى تجميع بقايا الجثث فى أكياس من البلاستيك لتحليلها فى معمل الطب الشرعى ونقلها سريعا إلى معامل مستشفى كفرالزيات العام، بعدما تناثرت هى وأحذية الضحايا، وعدد من المصاحف الخاصة بهم أسفل عجلات سيارة الميكروباص والفنطاس، بينما ردد عدد من السيدات اللاتى اتشحن بالسواد هتافات «يا رب يا رحيم هون علينا». وتمكن عدد من الأهالى من التعرف على جثث ذويهم المتفحمة، بينما لم يتعرفوا على جثث أخرى، ما دفع الدكتور عبدالعال قوزع مدير مستشفى كفرالزيات العام إلى تشكيل لجنة طبية طارئة تضم عدداً من الأطباء المتخصصين فى مجال الأنسجة والأحماض النووية لفحص عينات وأشلاء الجثث كى يمكن تحديد هويتها وتسليمها إلى ذويها. وقد وقف أحد أهالى الضحايا ويدعى «محمد على» وهو يبكى وتنهمر عيناه بالدموع، حزنا على فراق أحد أقاربه حال عودته من عمله قائلا «رب إنى لا أسألك رد القضاء ولكنى أسألك اللطف فيه». وأعرب «على» عن حزنه لفراقه قائلا: لن أنسى رؤيته قبل الحادث المروع وبعدها حينما تعرفت عليه داخل المشرحة. وهرولت إحدى السيدات وأخذت فى اللطم على وجهها عند رؤيتها جثة نجلها «أحمد» الذى لم يتجاوز عمره 17 عاما الذى التهمت النيران جسده بالكامل ولم يتبق منه سوى قطع من العظام. وفى ساحة بالقرب من باب المشرحة الخلفى بمستشفى كفرالزيات العام تجمع أشقاء أسرة مكونة من 5 أفراد سعيا لاستلام جثث ذويهم بعد انتهاء تشريحها، بعد أن شاءت الأقدار أن يلقى رب الأسرة مصرعه حرقا أثناء قيادته السيارة الميكروباص المتفحمة ومعه من بداخلها أثناء توجههم من كفرالزيات إلى قرية النحارية. وفى لحظة انتابت فيها الوجيعة «أشرف محمد» أحد أهالى عائلة جويدة، التى راح من ذويها كل من إبراهيم محمد إسماعيل الجندى (36 سنة)، ونجلتيه التوأم منة وريناد، وعمرهما 3 سنوات، وزوجته بسمة صالح القطب الرشيدى (25 سنة)، وأمها فوزية محمد جويدة (62 سنة) ربة منزل، وجميعهم من أبناء قرية النجارية بدائرة مركز كفرالزيات، قال إن الزوج كان يعمل بقطر منذ عدة سنوات، وعاد منذ عامين فقط واشترى السيارة الميكروباص المنكوبة، للعمل عليها والبقاء بجوار أسرته، لكنها الأقدار حيث راحوا جميعا فى حادث مؤسف للغاية. يذكر أن شهود الواقعة نقلوا ضحايا الحادث الأليم فى مركبات التوك توك وسياراتهم الخاصة، فيما لجأ مسئولو المستشفى العام إلى الدفع بنحو 10 سيارات إسعاف لنقل الضحايا والمصابين.