للمرة الخامسة، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، أمس، على هامش أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث أكد الرئيس الأمريكي اهتمامه بتعزيز ودفع علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، وتفعيل أطر التعاون بين البلدين، وتطلعه لتكثيف التنسيق والتشاور مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط وسبل التوصل لتسوية الأزمات به، في ضوء دور مصر الإقليمي المحوري. وتطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب، حيث أشاد ترامب بالجهود المصرية الناجحة فب التصدي بحزم وقوة لخطر الإرهاب، باعتبارها فى طليعة الدول التي تواجه هذا الخطر، مشددا على أهمية مواصلة التعاون المشترك المصري الأمريكي للتصدي للتنظيمات الإرهابية لتقويض الإرهاب ومنع وصول الدعم له سواء بالمال أو السلاح والأفراد، وفقا للسفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. كما شهد اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، خاصة على الصعيد الاقتصادي، وسبل زيادة حجم الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر لاسيما في ضوء التقدم المحرز في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتهيئة البنية التشريعية والإدارية لجذب مزيد من الاستثمارات إلى مصر، وتطرق أيضا لعدد من الملفات الإقليمية، خاصة الوضع فى كل من ليبيا وسوريا واليمن، فضلاً عن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام. لقاء السيسي وترامب، يعتبر واحدا من أهم الاجتماعات الرئاسية المنعقدة على هامش الجمعية العامة حاليا، في رأي الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات العامة، مرجعا ذلك إلى أن البيت الأبيض أعلن مسبقا أن الرئيس الأمريكي سيلتقي ب6 رؤساء فقط من بين 95 رئيسا ومسئولا حضروا إلى مقر الأممالمتحدةبنيويورك حاليا، وهم زعماء بريطانيا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية وإسرائيل ومصر. ووفقا لذلك فإنه يعني أن الإدارة الأمريكية تولي اهتماما كبيرا لمصر، وفاعلياتها فيا لملفات العالمية والقضايا الإقليمية، بحسب سمير، مشيرا إلى أن ذلك ما أكد عليه ترامب أمس، حيث وصف العلاقات المصرية الأمريكية بأنها "استراتيجية"، بجانب إشادته وحديثه عن جهود مصر في مكافحة الإرهاب وهو ما يعتبر اعترافا واضحا منه بمحاربة القاهرة للمتطرفين سواء على أراضيها أو خارجها. وأضاف خبير العلاقات الدولية، ل"الوطن"، أن اللقاء كان مثمرا على الجانب السياسي والاقتصادي أيضا، حيث أشاد ترامب بجهود الاصلاح التي أنجزها السيسي، ووعد بزيادة الاستثمارات في البلاد، موضحا أن الاستثمارات الأمريكية في مصر تصل إلى 33% من إجمالي الاستثمارات الأمريكية في إفريقيا. وأوضح أنه تم الاتفاق في الفترة القادمة على التعاون فيما يخص الحوار الاستراتيجي ومفاوضات بين وزيري الخارجية بالبلدين لدعم الرؤى المشتركة، بجانب دعم التجارة، وهو ما يؤكد أن العلاقات بين البلدين قوية ووطيدة ومستمرة ولا تتأثر باختلاف المواقف بالقضايا الدولية، وأن ذلك اللقاء سيعطيها دفعة جديدة جيدة. كما ثمنت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، اللقاء بين السيسي وترامب، لافتة إلى أنه الخامس بين الرئيسين، وهو ما يعني قوة العلاقات المصرية الأمريكية. وتابعت أن اللقاء يكشف عن عمق واستراتيجية العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن الرئيسين أعربوا أنس عن تقديرهم لبعضهم على المستوى الشخصي والسياسي، كما تناقشا في جهود مصر بمكافحة الإرهاب، وتناول القضايا الإقليمية الهامة، ما يؤكد أن مصر تتمتع بدبلوماسية عريقة في المنطقة.