مصنع للنكات السياسية، فتح أبوابه أمس، بمجرد أن دعا رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل، جموع المواطنين، لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي ومن ثم توقف أجهزة التكييف عن العمل، عن طريق ارتداء الملابس القطنية لأنها تقلل من الشعور بدرجة الحرارة، ما يساهم في تقليل الاعتماد على أجهزة الكييفات كثيفة الاستهلاك للكهرباء، وهو ما قابله نشطاء "فيسبوك" و"تويتر"، بسيل من السخرية السياسية اللاذعة، واعتبروها مبررات لا ترقى لأن تعتمد عليها حكومة علقت عليها الجماهير آمال كبيرة، وعلق الرئيس المنتخب في رقبتها "مشروع النهضة" الذي يروج له منذ ترشحه للرئاسة. أفكار ونصائح رئيس الحكومة لتجنب الشعور بدرجة الحرارة، كان لكثير من الحكومات والمصانع والتجار حول العالم نصيب منها، حيث خرجت بعض الحكومات والتجار بإجراءات جديدة، قد يعتبرها البعض غريبة، لدرجة إثارة تهكم البعض، فمن عباءة "مكيفة" في السعودية، إلى "حظر" استخدام ربطات العنق في اليابان، تباينت الوسائل والإجراءات التي اتخذتها كل دولة للتغلب على درجات الحرارة المرتفعة، التي راح ضحيتها المئات في مختلف بلاد العالم. فمنذ نحو شهر، أعلن تجار الأقمشة النسائية عن "سلاح" السعوديات لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، حيث تُصنع تلك العباءات من أقمشة لديها القدرة على مقاومة درجات الحرارة الزائدة أثناء العمل أو أداء الصلوات ومناسك العمرة، ويؤكد صانعوها على أن الأقمشة المصنوع منها تلك العباءات، صحية تماما ومن ألياف نباتية طبيعية غير محولة، وهي ذات ملمس بارد، تبعث الندى الخاص بها إلى جلد الإنسان وتعمل كمرطب من خلال مسام الجلد. ومع دخول شهر رمضان، اختار تجار الأقمشة النسائية خيوط "عباءة رمضان" بعناية فائقة، لوضع مواصفات محددة تجعلها قادرة على التكيف مع أجواء الخليج العربي، وتم إرسال المواصفات الخاصة بالأقمشة لمصانع اليابان والهند للبدء في تصميمها وطرحها في السوق السعودي. أما في اليابان، وحيث توفي أربعة يابانيين وتم نقل 1200 إلى المستشفيات بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف الجاري، شددت الحكومة اليابانية على البدء في تنفيذ حملة "Cool Biz" التي أطلقتها وزارة البيئة اليابانية في عام 2005، والتي تدعو لتقليل استهلاك الكهرباء من خلال الحد من استخدام مكيفات الهواء. وتعتمد فكرة الخطة اليابانية أساسا على تحفيز العمال والمواطنين على ارتداء ملابس مصنوعة من أقمشة تمتص الرطوبة، إضافة إلى ذلك، تشجع الحكومة اليابانية ارتداء قميص بأكمام قصيرة دون ارتداء سترات أو ربطات عنق، فهي تحظر ارتداء ربطات العنق، في محاولة للحد من الشعور بارتفاع درجات الحرارة وتقليل استخدام مكيفات الهواء. وفي مارس 2011، وتحديدا بعد الكارثة النووية التي شهدتها اليابان، اعتمدت الحكومة خطتها المكثفة للتقليل من استخدام مكيفات الهواء بعد نقص الطاقة الذي شهدته اليابان، في أعقاب إغلاق المفاعلات النووية اليابانية، تحسبا لوقوع أي كوارث نووية أخرى. ولم تكن النصائح الموجهة للتغلب على درجات الحرارة المرتفعة من نصيب الحكومات والتجار فقط، فالمواقع الإلكترونية التي تعنى بالصحة لم تتوقف عن تقديم النصائح الموجهة أساسا لتخليص الجسد من الإحساس بارتفاع درجات الحرارة، فأحد المواقع ينصح بتبريد بعض النقاط في الجسد التي تتركز فيها الحرارة لمدة دقيقة تقريبا كل ساعة، وموقع آخر ينصح بتناول طعام ساخن لدرجة أن يتسبب في التعرق، حيث أن العلماء أكدوا أن تناول الأطعمة الساخنة يؤدي إلى التعرق دون رفع درجة حرارة الجسم. وموقع آخر يقدم أغرب 8 نصائح للتغلب على ارتفاع درجة الحرارة، حيث يتصدر افتتاحية الموضوع الخاص بتلك النصائح، معارضة للاعتقاد السائد بأنه لا يمكن تبريد حرارة الجسم في الصيف دون استخدام مكيفات الهواء وفتح الثلاجة كل فترة للشعور بالبرودة، فالموقع يقترح وضع زجاجتين من الماء المثلج أمام المروحة، وبينما يذوب الثلج، يبدأ الهواء الناتج عن المروحة في البرودة، ليعطي إحساس التخلص من الحرارة المرتفعة.