سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ممثل ذوى الاحتياجات الخاصة ب«الخمسين» ل«الوطن»: «السيسى» أكبر من منصب الرئيس.. و«موسى» قاد «الخمسين» ب«مَعلمَة» «المساح»: بكيت بعد التصويت لأننى حققت أحلام 32 مليون مصرى
ظل مشهد بكاء الدكتور حسام المساح، ممثل المعاقين فى لجنة الخمسين، فى نهاية أعمال اللجنة، عالقا بذهن المصريين الذين وجدوا فيه تعبيرا عن المرحلة التى تمر بها مصر. وقال الدكتور «المساح» إنه أجهش بالبكاء بعد السلام الجمهورى لأنه شعر أنه حقق مطالب 32 مليون مصرى، وكان لديه إحساس كبير بالفخر وشرف المشاركة فى عمل الدستور المصرى، داعيا المصريين إلى التصويت ب«نعم» على الدستور فى الاستفتاء الذى وصفه بأنه أفضل الدساتير المصرية والعربية والعالمية، داعيا المعاقين، الذين يصل عددهم إلى 32 مليون مصرى، للتصويت بنعم، رافضا اعتبار الاستفتاء على الدستور أنه استفتاء على خريطة الطريق وثورة 30 يونيو. ■ لماذا أجهشت بالبكاء بعد النشيد الوطنى عقب الانتهاء من التصويت على الدستور؟ - قلت الحمد لله بمجرد الانتهاء من التصويت وكان موقفا مهيبا وشعرت أننى قمت بعمل عظيم وحققت أحلام 32 مليون مصرى وشاركت فى هذا العمل القومى الكبير وهو شرف لى ولكل مصرى، وإننا الآن فى مصر التى تعطى المعاقين الحق فى الإعداد والإسهام فى عمل دستور مصر، فهى لحظة عظيمة ومعنى كبير. ■ كيف تنظر إلى الدستور الجديد وهل ترى أن الشعب سيوافق ب«نعم»؟ - الدستور الجديد بناء جديد وهو أفضل وأعلى الدساتير المصرية والعربية والعالمية، من حيث الحقوق والحريات، ونظم المظاهرات وأعطى كل الحقوق للإنسان المصرى داخل مصر الحديثة، ولذلك يجب التصويت بنعم حتى يتحقق ما حلمنا به وحققناه فى هذا الدستور من مكاسب للجميع، وإذا لا قدر الله لم يجر التصويت عليه ب«نعم» سنخسر ما كان موجودا فى الدستور، ولكن أعتقد أنه سيكون هناك تصويت كبير بنعم لأن الشعب يريد الاستقرار. ■ كيف جرى ترشيحك للجنة الخمسين؟ - جرى ترشيحى كممثل للمعاقين لأننى أعمل فى مجال الإعاقة منذ 25 عاماً كمستشار قانونى بالعديد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى، بعيداً عن الأضواء والشهرة، وأعمل لخدمة المجتمع لأن العمل فى سبيل الله هو أسمى الأعمال، ولم أسع لمنصب ولا أدرى من رشحنى وفوجئت باتصال تليفونى من الأمانة العامة للمجلس القومى لشئون الإعاقة وطلبوا إرسال سيرتى الذاتية لترشيحى للجنة، وجرى الاختيار الفعلى وفقا لمعيار الكفاءة، بعدها جرى اختيارى ممثلا للمعاقين، وهو فخر لى وأرى أنه تطور كبير أن يشارك المعاقون فى صياغة دستور مصر، وهذا دليل على تطور العقلية المصرية فى التعامل معهم. ■ وهل أنت راضٍ عن مواد المعاقين فى الدستور الجديد؟ - بالطبع المواد الجديدة حققت خطوات كبيرة، ولكن هذا لا يلبى كل الطموحات، ومع ذلك هو لبنة للبناء عليها، وخطوة فى الطريق الصحيح، ومن يأتى بعدنا يكمل ما بدأناه، ويقيم ما فعلناه، فنحن حققنا مطالب المعاقين بمادة مستقلة. ■ وهل ترى أن الاستفتاء على الدستور يعد استفتاء على خارطة الطريق وثورة 30 يونيو؟ - أنا واحد من الذين خرجوا فى ثورة 30 يونيو التى لبت مطالبنا، ولكن لا يجب الخلط، فالاستفتاء على الدستور شىء وثورة 30 يونيو شىء آخر، وندعو الجميع للتصويت فى الاستفتاء، ولا بد من قراءته قراءة متأنية، بفكر وبعقول مفتوحة، لأن من يكره شيئا يرفضه، ونقول حتى من لم يرض عن بعض المواد أن يصوت ب«نعم» ولا يرفضه لمجرد أنه لا يلبى بعض المطالب. فالديمقراطية كذلك وهناك مواد أنا شخصيا أرفضها ولكن طالما ارتضينا فلا بد من النزول على رأى الأغلبية، وأدعو كل المصريين، خصوصا المعاقين، للتصويت بنعم لأن ما حدث فى الدستور الجديد لم يحدث فى الدساتير السابقة. ■ وما رأيك فى أداء حزب النور فى الخمسين؟ - كان جيدا فى مجمل المناقشات، ولكن لى عتاب على الأداء لأن الحزب أو ممثله الذى اعتاد افتعال المشكلات والأزمات ولم أكن أتخيل أن يرفض ممثل الحزب، الدكتور محمد إبراهيم منصور، مادة المعاقين، وهذا أثار ذهولى، فالتصويت كان بالأغلبية ولكن هناك اثنان امتنعا عن التصويت وواحد يرفضها، وهو ما أثار دهشتى أن يرفض حزب يدعى الإسلام الذى يؤكد على الرحمة والتراحم مادة للمعاقين، وأن ينحاز للأصحاء فقط وأقول لمن يرفض مادة المعاقين إن القوة ليست بالصحة فقط ولكن بالعقل والتفكير والمبادئ وما يفعلونه ليس من الإسلام فى شىء. ■ وهل تخشى نجاح الإخوان فى حشد أنصارهم للتصويت بلا ضد الدستور؟ - لا أخشى ذلك على الإطلاق، خصوصا أننى أراهن بقوة على العقلية المصرية التى تستطيع أن تفرق بشكل جيد بين كل ما هو غث وما هو سمين، وأصبح لدى كل مواطن رؤيته الخاصة التى يمكنه من خلالها تحديد بوصلة الاتجاه الصحيح بما يحقق لهذا البلد الاستقرار والأمان، فضلا عن رفضى الشديد لوصف تنظيم الإخوان ب«المسلمين»، فنحن جميعا مسلمون، ونحن جميعا إخوان. ■ وماذا تقول للذين سيقولون لا للدستور؟ - وأنا أدعو الناس للخروج للتصويت لهذا الدستور، أستعين بمقولة الرئيس السادات: «تحية للذين قالوا نعم، وتحية للذين قالوا لا»، ويضحك قائلا: «وأخص بالتحية أم نعيمة لأنها قالت نعمين». ■ ألا تخشى من قدرة الإخوان على الحشد ضد الدستور فى ظل ما يفعلونه مؤخرا؟ - الحشد بلا قناعات لا قيمة له، ولكن الدستور الجديد أنصف الجميع، بمن فيهم الإخوان، ولم يكن به أى إقصاء أو عزل، كما فعلوا فى دستور 2012، ولم نتعرض بسوء لأى فصيل، ولم نعمل أية مواد للعزل، ولم يطالب أحد بذلك من أعضاء الخمسين. ■ وهل ترى أن أسلوب بعض ممثلى الشباب فى الخمسين كان يستحق التوقف؟ - نعم كانت هناك عدة مواقف، وفى إحدى المرات خبط محمد عبدالعزيز على «الترابيزة» بيده، وتكلم بعصبية، إلا أن عمرو موسى كان دائما يوقف الجميع عند حده، وقال لمحمد عبدالعزيز فى إحدى المرات ألا يتحدث بهذه الطريقة هنا بل فى الشارع. ■ ولماذا كان هذا الاحتدام فى النقاش؟ - الشباب فى اللجنة منهم من كان يرفض تخصيص نسبة لذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين فى مقاعد المجالس المحلية أو لأية فئة أخرى غير الشباب والمرأة، وتعدى الأمر مرحلة النقاش ووصل إلى درجة صراخهم بصوت عالٍ واستمرارهم فى «التخبيط على الترابيزة»، خصوصا محمد عبدالعزيز، الذى كان عصبيا بشكل غريب. ورفضت أسلوب الشباب وانسحبت من الجلسة، وعلى أثرها قدمت مذكرة إلى عمرو موسى، رئيس اللجنة، وقلت له: «أنا معى نحو 32 مليون صوت من ذوى الإعاقة، وإذا لم نحصل على حقوقنا، أنا لست مسئولا عما سيحدث بعد ذلك». ■ هل صدر منك تهديد بالانسحاب من اللجنة؟ - مطلقا، الانسحاب يعد عجزا ولغة الضعفاء، وأنا الحمد لله لست ضعيفا أبدا، ولدى القدرة على عمل ما أريده والوصول لما أبغى، وهو ما حدث فعليا. ■ وما رأيك فى رئاسة وإدارة عمرو موسى للجلسات؟ - أنتهز الفرصة لأتوجه بالتحية إلى السيد عمرو موسى، رئيس اللجنة، وأشهد الله إننى ليس بينى وبينه أية مصلحة، أو علاقة، ولكن كانت إدارته لأعمال الخمسين بمنتهى الحكمة والاقتدار والدبلوماسية، وكان يعرف متى يتحدث ومتى يصمت ومتى يوقف كل شخص عند حده، بصراحة شديدة كان يقود اللجنة «بمعلمة» وينصت بشكل جيد ويعرف كيف يستوعب التناقضات. ■ وماذا عن قرار اللجنة بترك تحديد أى من الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية أولا إلى رئيس الجمهورية؟ - منذ 35 يوما بالضبط قبل التصويت، عرضت الفكرة على الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، وأيدها وتبناها معى، وعرضتها على الدكتور عمرو الشوبكى، مقرر لجنة نظام الحكم، وطلب منى عرضها على عمرو موسى، وبعد ذلك عرضتها على منى ذوالفقار التى نهرتنى بغضب وقالت لى أمام الدكتور البدوى: «ما تفتحتش الموضوع ده لأن لدينا مادة انتقالية تنظم ذلك». ■ وما رأيك هل الانتخابات البرلمانية تكون أولا أم الانتخابات الرئاسية؟ - بالطبع فى البداية لا بد من إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، لأن وجود رئيس قوى سيجلب برلمانا قويا ويجلب الاستقرار وهذا هو الأكثر منطقية لأن بالفعل هناك صراعات أكبر فى الانتخابات البرلمانية. ■ يبدو أنك محب للرئيس الراحل أنور السادات لأنك تستشهد دائما بأقواله؟ - أنا عاشق للسادات، وأحترم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأجلّ وأقدر الرئيس جمال عبدالناصر. ■ ماذا عن الرئيس المعزول محمد مرسى؟ - يخفض رأسه إلى الأرض ويقول بغضب: «أمتنع عن الإجابة».. ويكمل: على الرغم من أنى قابلته قبل ذلك بناءً على طلبه لمقابلتى وجلست معه فترة طويلة، وكان يستمع جيدا وبإنصات ويدون ما أقول، فإنه لم يكن يفعل شيئا، يسمع فقط. ■ هل ترى فى الفريق السيسى رئيسا لمصر مع المطالبات الشعبية بترشحه؟ - إننى أحترم الرجل بشدة ولكن أرى أنه أكبر من منصب الرئيس ويكفيه حب الناس الذى لا يضاهيه شىء آخر والدور الذى فعله تجاه الثورة. ■ وماذا تقول لذوى الإعاقة فى مصر؟ - أناشد المعاقين بالتصويت ب«نعم» والمشاركة فى الاستفتاء لأنه إذا لم يجر التصويت ب«نعم» والموافقة على الدستور الجديد، سيلغى ما تحقق للمعاقين من مكاسب فى الدستور، وأنا أقول إن أعضاء لجنة الخمسين تفهموا مطالب المعاقين وعملوا على تحقيق ما يريدونه.