قال نبيل فهمى، وزير الخارجية، إن الدبلوماسية المصرية فقدت بوصلتها خلال فترة حكم المعزول محمد مرسى. وأوضح فى رده على سؤال «الوطن» بأن تأثير الإخوان على «الخارجية» المصرية اقتصر على تغيير أولوياتها التقليدية التى كانت دائماً تنطلق من ضرورات الأمن القومى ودفعتها فى اتجاه أيديولوجى خاص ب«الجماعة» لكنهم لم يتمكنوا من اختراق الدبلوماسيين كما يروّج البعض. وتابع «فهمى»، فى محاضرته عن توجهات السياسة الخارجية المصرية فى الجامعة الأمريكية أمس الأول، رداً على سؤال آخر ل«الوطن» بشأن حقيقة التوتر الدبلوماسى بين القاهرةوالدوحة: «لو قلت لكم إن العلاقات مستقرة لن تصدقونى لأنها متوترة بالفعل. ولدينا مشاكل كبيرة مع قطر تتجاوز قناة الجزيرة. ونحن نسعى دائماً إلى إيجاد حلول لخلافاتنا مع دول الجوار وهنشوف إحنا رايحين فين مع قطر، وآمل أن نختار الدوحة وضعاً إيجابياً لها فى العالم العربى». وعن مستقبل العلاقات مع تركيا، أوضح «فهمى» أنه يأمل عودة العلاقات إلى سابق عهدها «لكن هذا لن يحدث سريعاً لأننا اتخذنا قرار طرد السفير التركى بعد دراسة بسبب إصرار أردوغان على توجيه الإهانات لمصر». فى سياق متصل، قلل خبراء من تأثير رد مصر وديعة بقيمة 500 مليون دولار إلى قطر، على الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى المصرى، وقال ياسر عمارة، الخبير المصرفى، إن التأثير كان محدوداً على الاحتياطيات خلال ديسمبر الجارى، مدعوماً بالمساعدات السعودية الجديدة المزمع منحها لمصر ب5 مليارات دولار. وكانت مصر أعادت وديعة قطرية قيمتها نصف مليار دولار بعد رفض الدوحة تمديد أجلها، وهى المرة الثانية التى ترد مصر فيها وديعة بنفس القيمة لقطر إذ كانت الأولى فى نوفمبر الماضى. وعلى جانب أخر يتوجه وزير الخارجية إلى الهند اليوم الأربعاء فى أولى جولاته الآسيوية، لتعزيز العلاقات بين البلدين، وذلك فى إطار التوجه نحو الشرق بعد المواقف الأمريكية والأوروبية المتخاذلة من ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو الماضى، ومن المقرر أن يلتقى خلالها مع حميد أنصارى نائب رئيس الجمهورية وسلمان خورشيد وزير الخارجية، ومستشار الأمن القومى شيفشنكار مينون، ويلقى «فهمى» محاضرة فى معهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية فى نيودلهى حول تطورات خارطة الطريق والأوضاع الداخلية بعد ثورة 30 يونيو.