الطمع من خصائص النفس البشرية، ولكل شخص ما يطمع فيه، فهناك من يطمع فى المال، وآخر فى السلطة، وثالث فى القوة، ورابع فى الجمال، وخامس فى المحبة، وسادس فى الذكاء، وسابع فى النفوذ... إلخ، وفى بلادنا أضفنا لوناً جديداً، وهو الطمع فى الغباوة، الكل هنا يريد الغباء لنفسه، ويتجاهل أصول العدالة التى تقول إن لكل إنسان نصيبه من الغباء ولا يجوز التعدى عليه. تيارات الإسلام السياسى تريد الاستحواذ على الغباء كله. ومن أدلة ذلك اعتقاد أعضائها أن القتل يؤدى إلى الجنة، والبلطجة تؤدى إلى الجنة، وتفجير الأبرياء يؤدى إلى الجنة، يكفّرون الغرب ويتحالفون معه لإسقاط أوطانهم، ويعتقدون أن الخيانة ولاء، ويصرّون على أن الشعب سيحب إرهابهم.. غباء. القوى التى تسمى نفسها ثورية، تريد الاستحواذ على الغباء كله. ومن أدلة ذلك أنهم سرقوا ثورة الشعب الأولى ومنحوها لأمريكا والإخوان وتركيا وإسرائيل، وخدعوا الشعب لينتخب الإخوان، ويصرون على أن ما فعلوه كان «منتهى الوطنية»، واليوم يتظاهرون ضد قانون تافه ليمنحوا الإخوان فرصة جديدة للحصول على التعاطف، حتى يسرقوا ثورة الشعب الثانية.. غباء. النظام الحاكم يريد هو أيضاً أن يلتهم كعكة الغباء وحده مستنداً إلى أن الأنظمة عادة هى الغبى الأبدى. مثلاً الداخلية التى وقفت إلى جوار الإخوان لتحميهم طوال فترة حكم آن باترسون (الشهيرة باسم محمد مرسى) تطاردهم الآن فى الشوارع. والحكومة التى تعرف أن هناك من يصطاد لها فى المياه العكرة أصدرت قانون التظاهر لتمنح «فلول باترسون» قبلة الحياة. كثير من وسائل الإعلام تنافس بقوة فى سباق الأغبياء، فعلى الرغم من أنها تعلن عداوتها للإرهاب والتيارات المتأسلمة، فإنها فى الوقت نفسه تلهث وراء كل حركة لهؤلاء الإرهابيين، وتقدم لهم دعاية مجانية، ومثالاً على ذلك إشارة رابعة التى تحتفى بها وسائل الإعلام وتبرزها دون أن تدرى، أضف إلى ذلك السيول اليومية لتصريحات ياسر برهامى والقرضاوى وأبوسمرة وأبوبياضة وغيرهم.. غباء. ونحن أيضاً شعب طامع فى الغباء، فعندما أتيحت لنا الفرصة الأولى لاستنشاق الهواء، اخترنا عطر المرشد ورائحة بارود الجماعة الإسلامية والجهاد والقاعدة وانتخبناهم ونحن نرسم على وجوهنا ابتسامة عريضة «كأننا فاهمين»، وعندما أتيحت لنا فرصة الحرية جعلنا بلادنا ساحة واسعة للخراب واختراق القانون والقتل والبلطجة. طائفيون بامتياز، مروجو فتن، صانعو فراعنة ومستبدين.. غباء. إذن.. ما هو شكل المولود الذى ينجبه كل هذا الغباء؟ الإجابة: انظر حولك.