الهوس بسيارات الدفع الرباعي اجتاحهم في مختلف مراحلهم العمرية وجمع الرفاق الثلاثة إلى جانب 17 ألف من هواة الطراز نفسه في مجموعة "فور باي فور لايف إيجبت" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لتبادل الخبرات ومشاركة الأفكار والترتيب لخوض مغامرات السفاري والتخييم في الصحاري. مصطفى علي المدير الإقليمي بإحدى الشركات متعددة الجنسيات، دفعه ولعه بهذا النوع من السيارات ووجوده وسط هذا التجمع من محبيها إلى أن يرى في ذلك "حظًا كبيرًا وفرصة يجب استغلالها" حتى تعرضت القاهرة العام الماضي لأمطار وسيول غزيرة، وقتها لم يفكر مصطفى في غير سكان منطقته بالتجمع الخامس وتحديدًا شارع التسعين: "العربيات كانت بتغرس والناس مش عارفة تطلعها". مصطفى علي: العام الماضي أنقذنا جيراننا في التجمع.. ونستعد لخدمة القاهرة والإسكندرية توجه مصطفى بسيارته مستخدمًا أدواتها من "حبال القطر والسنشات" لإخراج ما يعينه على إنهاء حالة الشلل التام جراء الظروف الطقسية، وشارك مصطفى الفكرة آنذاك مع صديقيه بالدقي والمهندسين والذين وجدوها حلا لإنقاذ "جراجات غرقت بالكامل". مصطفى تقوده رغبة عارمة للاستعداد لشتاء 2018 بإنشاء فريق "الدفع الرباعي للإنقاذ"، وهي الفرصة التي وجدها لاستغلال وجوده وسط مجموعة هواة وملاك سيارات الدفع الرباعي ليصفها ب"نوع من أنواع التعاون الاجتماعي"، فعرض الفكرة على أصدقائه، وتدور حول تشكيل مجموعات منظمة تتكون من 3 إلى 5 من أصحاب سيارات الدفع الرباعي في كل مناطق القاهرة والإسكندرية، مع وضع شروط أن تكون السيارة مجهزة بالأدوات اللازمة من "كومبريسور هواء، وصلة بطارية، دي رينج، حبل قطر، عدة تصليح خفيفة، جركني مياه وبنزين" إلى جانب ارتفاعها عن الأرض بنسبة معينة تجعل من غرقها غير وارد، على أن يرسل من يريد التطوع في تقديم الخدمة، معلوماته عبر تطبيق "الواتساب" على رقم أرفقه بالمنشور. يقول مصطفى، ل"الوطن"، إنه بعد تلقي طلبات التطوع من أصحاب هذا النوع من السيارات يجري التأكد من توافر الشروط بكل سيارة بما يضمن سلامة قائدها وسلامة من يجري إنقاذهم، ثم يقسم المتطوعون جغرافيا لتجمع متطوعي كل منطقة محادثة على "واتساب" يترأسها أحدهم وينشر رقمه ومنطقته على مجموعات هذا الطراز من السيارات ومجموعات الاستغاثة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل معه في الأزمات، ودوره توجيه أعضاء مجموعته ل"مناطق الاحتياج"، حيث يتوجه المنقذ ويتأكد من امتلاك المستغيث للسيارة التي يريد إخراجها ثم يستخدم أدواته ويخرجها لحيث يمكن أن يستقلها صاحبها أو يحمله "ونش" حال توقفها عن العمل. ويحكي صاحب الأربعين عاما المبادرة التي قادها هذا العام: "عايز أصلح فكرة إن اللي بيسوق عربية فور باي فور مرفه، وإن ده ممكن يساعد ناس مايعرفهاش"، كما يصفها بمساعدة للجهات المختصىة من "الحي والشرطة" وليس تدخلا في اختصاصاتها إذ كان يترك هو وزميليه في العام الماضي أرقام للتواصل معهم مع القيادات الأمنية بمناطق سكنهم للاستعانة بهم في "إخراج العربيات الغارسة وفك حركة المرور" ويسعون لتكرار ذلك هذا العام.