«كل ما الإرهابيين بيموّتوا رجال الشرطة والجيش، ده بيقوينا، ومش بنضعف، وإن شاء الله، هنطهّر مصر من الإرهابيين والمجرمين»، بهذه الكلمات أنهى النقيب إبراهيم صفا إبراهيم على سالم، الذى استشهد أثناء أداء عمله، ب4 رصاصات غادرة، وجهها نحوه مسجل خطر، حياته، غير أن الأقدار لم تمنحه الفرصة لتحقيق أمنياته. المشهد كان كئيباً حزيناً، أثناء تشييع جنازة الشهيد، بمدينة فاقوس بالشرقية، أمس، إلى مثواه الأخير، وبدت والدته انتصار محمد عبدالنبى، فى حال يرثى لها، وظلت تردد: «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتلك يا ابنى، وحرق قلبى عليك.. فى الجنة يا ابنى». وقالت الأم المكلومة ل«الوطن»: «كنت متعلقة بإبراهيم، وكنت خايفة عليه، عشان كنت حاسّة فى آخر إجازة ليه إنه رايح مش راجع، بس كدبت الإحساس ده، وانشغلت معاه، وهو بيضحك وبيهزر معايا كعادته على طول». وأضافت: «إبراهيم راح الشغل يوم الاتنين وجالنا يوم التلات الصبح جثة»، وطالبت بالقصاص لنجلها من قاتله، مؤكدة: «الشرطة مش ظالمة، دى فيها ناس بتضحى بأرواحها عشان غيرها يعيش». وقالت هناء محمود شعبان، زوجة الشهيد، ل«الوطن»: «إبراهيم كان عاوز يكون ظابط من صغره، وتخرج من كلية الشرطة عقب ثورة يناير.. وكان بيقول دايماً: أنا متفائل، وحال البلد هيتصلح، وهنقدر نسيطر على الإرهابيين، ونقبض عليهم، وده مش هياخد وقت طويل»، فيما التقطت إحدى الجارات أطراف الحديث قائلة: «الشهيد كان زينة شباب البلد كلها، وعمره ما عمل مشاكل مع حد، وكان بيعطف على الناس الغلابة دايماً، وبيساعد المحتاجين، وإحنا لو مسكنا اللى قتله، هناكله بأسناننا». إلى ذلك، تكثف الأجهزة الأمنية بالشرقية جهودها لضبط قاتل النقيب إبراهيم سالم، الذى استشهد أثناء تدخله والقوة الأمنية المرافقة له، لفض مشاجرة، بناحية عزبة زكى الكلف، التابعة لقرية الناصرية بمركز صان الحجر، حيث تمكن من القبض على جميع أفرادها باستثناء المدعو «تامر.م.ع» الذى أطلق الأعيرة النارية بكثافة صوب القوات من بندقية آلية بحوزته، ما أسفر عن استشهاد النقيب ب4 طلقات بالرأس والصدر والكتف، كما أصيب رقيب الشرطة وليد محمد عطية عفيفى بطلقات نارية، وتم نقله إلى المستشفى لإسعافه.