تعاني محافظة الإسكندرية من العديد من الأزمات التي تأرق مواطنيها منذ سنوات طويلة، وبالرغم من تعدد من تولوا منصب محافظ الإسكندرية إلا إنه لا يوجد بينهم من استطاع القضاء على أزمة واحدة من تلك الأزمات، ويأتي تعيين الدكتور عبدالعزيز قنصوة، محافظا للإسكندرية، خلفا للدكتور محمد سلطان، اليوم، ليضعه في اختبار صعب لحل تلك الأزمات خلال فترة توليه منصبه. "الوطن" ترصد أهم الملفات الشائكة بالإسكندرية والتي تنتظر القرار من المحافظ الجديد للتخلص منها، ويأتي ملف "البناء المخالف" في مقدمة قائمة المخالفات بالإسكندرية، ولم يستطع أحد من المحافظين السابقين القضاء على هذا العدد الكبير للمباني المخالفة والتي وصل إلى 48 ألفا و600 عقار مخالف جرى بناءه في الفترة من 2006 وحتى 2017 وصدر لها 139 ألف قرار إزالة، وذلك على حسب آخر إحصائية قامت بها المحافظة في عهد المحافظ السابق الدكتور محمد سلطان. وتأتي مشكلة "القمامة" في المرتبة الثانية لأهم المشكلات التي تتسبب في أزمة لأهالي الإسكندرية، والتي كانت المطلب الأول والأخير لهم من كل من مروا على الإسكندرية من محافظين للتخلص منها، تصاعدت الأزمة منذ 2011 مرورا ب9 محافظين باءت محاولتهم للقضاء على الأزمة بالفشل، وصولا إلى "قنصوة" الذي تنتظره الأزمة ليجد لها الحل الجذري الذي يريح أبناء المحافظة ويضعوا الثقة به. بدأت شركة نهضة مصر بالعمل بمدينة الإسكندرية عام 2011 وذلك كشركة وطنية مصرية بعد شركة فيوليا وبتكليف من رئيس الوزراء كإنقاذ وطني، وفي حينها لم تكن كمية المخلفات بالإسكندرية تتعدى ال1700 طن يوميا، أما الآن فتنتج الاسكندرية حوالي 4000 طن قمامة يوميا بالشتاء، ويصل الناتج إلى 5500 طن أو أكثر يوميا بلأعياد والصيف وأيام الذروة. وتأتي أزمة الصرف الصحي لتشغل المرتبة الثالثة في أزمات الإسكندرية، التي كانت وما زالت كابوس يطارد الجميع، ولا يستطيع أحد من المحافظين السابقين وضع خطة محكمة لحل تلك الأزمة، حيث تعيش الإسكندرية معاناة مع تدهور شبكة الصرف الصحي، والتي ضعفت نتيجة لعدم إحلال وتجديد الشبكة منذ سنوات والاكتفاء بأعمال صيانة محدودة، فضلا عن زيادة الضغط عليها نتيجة لاستمرار البناء المخالف بمختلف أنحاء المدينة. من جانبه سعى الدكتور محمد سلطان، في ولايته تحجيم خطورة تلك المشكلة بل والاستفادة منها، من خلال معالجة مياه الصرف الصحي، واستخدامها بطرق علمية لزيادة نسبة التشجير بالمحافظة، فيما تعد خروج مياه البحار على الكورنيش وقت نوة يناير الماضي هي أبرز مشاكل الأمطار في عهده إلا أنه جرى حلها من خلال عمليات الشفط.