أدانت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة الخبيثة للبرلماني الهولندي خيرت فيلدرز لإجراء مسابقة دولية حول رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في وقت لاحق من هذا العام. ودعت الهيئة، في بيان، الحكومة الهولندية إلى اتخاذ خطوات فورية لمنع هذا الاعتداء التعسفي، والذي يمس بالحساسيات الدينية لأكثر من 1.6 مليار مسلم حول العالم، محذرة من تنظيم هذا الحدث، ما قد يؤدي إلى إشعال وتعزيز ثقافة التعصب والتحريض على الكراهية، وإحساس أوسع بالعزلة والرفض والاستقطاب بين المجتمعات المتأثرة، وبالتمييز والعنف، وهو نقيض للقيم المثالية للتعددية الثقافية والتنوع. وقالت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان إنها "إذ تعتبر الهيئة حرية التعبير حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، وهو أمر حيوي لبناء مجتمعات ديمقراطية مستقرة وسلمية وتقدمية، إلا أن نطاق حرية التعبير ليس مطلقا، كما هو منصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، إذ تقتضي ممارستها "واجبات ومسؤوليات خاصة" لضمان التماسك المجتمعي، وكذلك احترام حق وسمعة الآخرين. وأضافت الهيئة أن هذه المنافسة التدنيسية المخطط لها هي محاولة واضحة للسخرية من أكثر شخصية تبجيلا في الدين الحنيف، وسعيا متعمدا للتحريض على الكراهية الدينية والتمييز ضد المسلمين، وهو ما يعتبر انتهاكا واضحا للمادة 20 (2) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. واعتبرت الهيئة أن تأكيد الحكومة الهولندية على النأي بنفسها عن منافسة فيلدرز المخطط لها ليس كافياً وفقاً للمادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، فمن واجب كل دولة أن تحظر بموجب القانون "أي دعوة للكراهية الوطنية أو العنصرية أو الدينية والتي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف"، داعية الحكومة الهولندية أن تتخذ خطوات فورية لمنع هذا الحدث وحماية الحساسيات الدينية والثقافية الخاصة لمسلمي هولندا والمسلمين في شتى أنحاء العالم، وكذلك للحفاظ على الانسجام المجتمعي ومثل التسامح والتعددية الثقافية التي تعتبر السمة المميزة للمجتمع الهولندي. وحثت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، المسلمين في جميع أنحاء العالم على الاستمرار في ممارسة ضبط النفس في رد فعلهم على هذه الاستفزازات الخبيثة، التي تهدف بشكل قاطع إلى التحريض على الكراهية والعنصرية الدينية والتمييز والعنف تحت غطاء حرية التعبير. وأكدت الهيئة أن محاولات فيلدرز الرخيصة للازدراء وتشويه صورة الدين الإسلامي تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية ضيقة على حساب التحريض على الكراهية الدينية وعدم التسامح وتقسيم الإنسانية. في يونيو الماضي، أعلن زعيم حزب "الحريات" الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز، أن الحزب سينظم مسابقة كاريكاتورية موضوعها النبي محمد. وأفاد فيلدرز بأن تقديم الطلبات للمشاركة في المسابقة سينتهي في 31 أغسطس الجاري، مبيناً أن أكثر من 200 رسام تقدموا للمشاركة في المسابقة، وأن الجائزة المرصودة لها تبلغ 10 آلاف دولار. وترى الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي أن تزايد مستوى كراهية الأجانب والتعصب في أوروبا على وجه الخصوص، وفي العالم أجمع، يجب مواجهته من خلال تعزيز ثقافة التسامح واحترام التنوع الثقافي والديني وتشجيع الحوار بين الأديان والثقافات على جميع المستويات. كما تؤيد الهيئة بيان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بأنه "حان الوقت لوضع صكوك قانونية ملزمة دوليا لمنع التحريض والعنصرية والتمييز والكراهية الدينية". وتحقيقاً لهذه الغاية، شددت الهيئة على الحاجة الماسة للتنفيذ الكامل والفعال لقرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18 المتفق عليه عالمياً، والذي يوفر إطاراً شاملاً لمكافحة التعصب الديني من خلال خطة عمل متعددة الجوانب. كما تحث المجتمع الدولي على دعم المثل العليا الجديرة بالثناء المتمثلة في الحوار والاحترام المتبادل والتسامح وحماية الحريات الدينية وحرية التعبير وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان.