يفتح ذراعيه على طول امتدادها، يتقدم بكل جراءة في وجه البندقية المشهرة، مشغوفا بإثناء بعض الأطفال عن الوقوف إلى جانبه.. في مشهده الأخير يتجلى "جيكا" واقفًا في صفوف من وصفهم "دنقل" في كعكته الحجرية: "يشبكون أياديهم الغضة البائسة.. لتصير سياجًا يصد الرصاص.. يغنون: نحن فداؤك يا مصر".. نحن فداؤك.. وتسقط حنجرة مخرسة.. ولا يتبقى سوى الجسد المتهشم.. والصرخات".. صرخات أم ثكلى لم يجف ماء عيونها دمعا، وآنات أب لم تهدأ أيديه المرتعشة متعلقا بأمل القصاص، وبين هذه وذاك قاتل حر طليق، يهنأ بحياته بعيدًا عن أي حساب. عام مر على قتل جابر صلاح "جيكا"، خلال أحداث محمد محمود الثانية، بداخل شارع يوسف الجندي، على أيدي قوات الأمن المحتمين بالجدار الحجري، ومازالت قضيته مدرجة داخل مكتب نيابة عابدين.