أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقريرها عن العملية العسكرية ضد الجماعات المسلحة في سيناء، إلى أن العملية التي نفذها الجيش المصري فجر اليوم في سيناء، وانتهت بعد عدة ساعات، تبدو للوهلة الأولى عملية انتقام تم توجيهها أساسا لتهدئة الشارع المصري الغاضب. وذكرت الصحيفة أن إسرائيل منحت موافقتها بشكل سري لدخول المروحيات المصرية الحديثة لشبه جزيرة سيناء، إلا أنها أكدت أن إسرائيل لا تزال تشعر بالإحباط لعدم استغلال المصريين للمعلومات الاستخباراتية التي مررتها لهم قبيل الهجوم الإرهابي. وأشارت الصحيفة إلى أنه للرئيس مرسي وحركة الإخوان المسلمين، المصلحة نفسها التي يبحث عنها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهي إثبات أنهم يتحكمون في مجريات الأمور وينهون حساباتهم مع الجماعات الإرهابية المسلحة التي قتلت 16 مجندا وضابطا في هجوم إرهابي الأحد الماضي. وأكدت "يديعوت" أن حركة الإخوان المسلمين التي ترفع شعار "الإسلام هو الحل"، تعلمت درسا قاسيا، ربما يجب أن تفهم بموجبه أن الإسلام ليس هو الحل، وإنما هو المشكلة ذاتها، وتابعت: "الحقائق التي تشهدها المنطقة تثبت أنه لم يكن هناك أي تعزيزات أخرى القوات المصرية في سيناء، قبل العملية الإرهابية، وبحسب ما اتفقت عليه إسرائيل ومصر قبل أكثر من عام، وتحديدا بعد العملية الإرهابية على الحدود الإسرائيلية المصرية في أغسطس من العام الماضي". وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه حتى الآن لم تعزز القوات المصرية من تعدادها في سيناء بكل عتادها، على الرغم من موافقة إسرائيل من قبل، مؤكدة أن القوات المصرية التي دخلت سيناء قبل يوم من الآن، حصلت على موافقة سرية من إسرائيل قبل 36 ساعة، للقضاء على التركز الإرهابي في سيناء. وفضلت "يديعوت" عدم الخوض في أي تقديرات مبكرة، مشيرة إلى أن الوقت ما زال مبكرا لتقدير النتائج الأولية لتلك العملية العسكرية التي شنها الجيش المصري، وما إذا كانت ستكون مؤثرة بشكل كافٍ أما لا، ولا حتى ما إذا كان المصريون سيستمرون في الجدية والصرامة التي شهدتها المنطقة في الساعات القليلة الماضية. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لا تنوي وضع أي عقبات أمام مصر، سواء أكانت سياسية أو قضائية، مؤكدة أن إسرائيل ستسمح لمصر بكل ما تحتاجه لتنفيذ ما يريدونه، بما في ذلك إغلاق الأنفاق بين غزة ورفح المصرية، بهدف قطع الاتصالات بين حماس والجهاد الإسلامي، وجماعات المقاومة الشعبية الفلسطينية التي اتخذت من فلسطين مرتعا لها.