نظم عشرات الصحفيين وقفة احتجاجية، أمس، أمام نقابة الصحفيين، للمطالبة بسرعة إجراء التغييرات الصحفية، وإعلان أسماء رؤساء تحرير الصحف القومية الجدد، بعد أن قرر مجلس الشورى تأجيل الإعلان عنهم الأسبوع الماضى. وأبدى المحتجون استياءهم الشديد من تهديدات البعض بوقف طباعة الصحف حال إصرار مجلس الشورى على اختيار رؤساء التحرير بنفسه، أثناء مؤتمر «حرية الصحافة فى خطر» الذى عقد فى مقر النقابة، مؤكدين أن المؤسسات القومية ملك الشعب المصرى، ومن يعرقل عملها أو يوقف طباعتها يعرض نفسه للمساءلة القانونية. وهدد خالد عبدالهادى، مساعد رئيس تحرير جريدة الجمهورية، برفع جنحة مباشرة ضد الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى لعزله، ومعاقبته بالحبس والغرامة، لامتناعه عن تنفيذ الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى بإجراء التغييرات على مناصب رؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية. فى المقابل، يعقد رؤساء تحرير الصحف القومية، وعدد من رؤساء تحرير الصحف الخاصة والحزبية، الرافضون لاختيار الشورى لرؤساء التحرير، اجتماعا مغلقاً الساعة 10 من مساء الثلاثاء المقبل، فى مركز إعداد القادة بالعجوزة، من المقرر أن يحضره أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، لمناقشة الخطوات التصعيدية ضد مجلس الشورى ولجنة اختيار رؤساء التحرير. وقال جمال فهمى وكيل نقابة الصحفيين، إن الاجتماع سيناقش كيفية مواجهة الهجمة التى يشنها الإخوان على الصحافة والإعلام، مؤكداً أن كل الوسائل الاحتجاجية والتصعيدية مطروحة على مائدة الاجتماع، ومن الممكن تصعيدها إلى احتجاب الصحف عن الصدور. وأضاف فهمى: «من الممكن تنظيم حملة على مستوى الصحف والقنوات الفضائية، بترك مساحات أعمدة الرأى بيضاء، وتسويد الشاشات احتجاجاً على محاولات الجماعة أخونة المجال الإعلامى بأكمله». وأكد أنه لا يعبأ بتصريحات لجنة الشورى المكلفة باختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، لأن نتائجهم لا تعنيه، حسب قوله. وقال هشام يونس، عضو مجلس النقابة فى تصريحات ل«الوطن»، إن الاجتماع سيناقش الخطوات التصعيدية اللازمة فى ظل محاولات مجلس الشورى أخونه الصحافة والإعلام، تمهيداً للسيطرة على مؤسسات الدولة. وأضاف أن جدول الأعمال سيتضمن مناقشة توصيات مؤتمر «حرية الصحافة فى خطر»، ومنها امتناع الصحف القومية عن الصدور، وعدم التعامل مع رؤساء التحرير الجدد، وتنظيم وقفات احتجاجية تنديداً بتدخلات الشورى فى شئون المهنة، وذلك حال إصراره على الاستمرار فى سياساته. وأوضح ياسر رزق، رئيس تحرير جريدة الأخبار، أن الاجتماع لن يقتصر على مناقشة أزمة رؤساء التحرير، وإنما سيتطرق لحريات الصحافة فى الدستور الجديد. وأكد محسن حسنين، رئيس تحرير مجلة 6 أكتوبر، أن المشاركين فى الاجتماع سيبحثون عن حلول غير مألوفة لإيقاف العدوان على الصحافة، وكشف مخطط الإخوان للسيطرة على المهنة أمام الرأى العام. فى السياق نفسه، قرر صحفيو الأهرام، المعتصمون منذ الأسبوع الماضى بمقر جريدتهم، تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر النقابة، اعتراضاً على تدخل مجلس الشورى فى تغييرات رؤساء التحرير. وقدم جمال أبوبيه، رئيس تحرير جريدة المساء استقالته من منصبه، إلى رئيس مجلس الشورى، قبل ساعات من إعلان نتيجة رؤساء التحرير الجدد، احتجاجاً على ما وصفه بسوء إدارة خالد بكير رئيس مجلس الإدارة للصحيفة، التى أدت إلى تدهور الأوضاع الإدارية والمالية فى المؤسسة بعد تراجع نسبة التوزيع، حسب قوله. وقال أبوبيه: «بكير خفض عدد النسخ من الجريدة، وأخر طبع الجريدة حتى الساعات الأولى من الصباح، لحساب صحف أخرى». مشيراً إلى أن مجلس الشورى لم يرد على استقالته حتى الآن، وأنه لن يتراجع عنها، حتى لا يتحمل وحده خسائرها المالية أمام مجلس الشورى والرأى العام.