قال ياسر عثمان سفير مصر في فلسطين، اليوم، إن من يقوم حاليا بحصار غزة هو الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تقوم بجهود كبيرة لفك ذلك الحصار، علما بأن عملية فك الحصار هي بالأساس مسؤولية دولية مشتركة. وأضاف عثمان أن مصر تبذل كافة الجهود لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، وكسر الحصار الإسرائيلي حول القطاع، مشيرا إلى أن أي منصف لا يستطيع المزايدة على الدور المصري الوطني في هذا الصدد، مستغلا أي شعار أو عنوان، خاصة أن مصر هي رائدة كافة المشروعات القومية والوطنية بالمنطقة بدون استثناء. ونوه عثمان إلى أن مصر من حقها الدفاع عن أمن وسلامة أراضيها، وحماية حدودها، واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك، مؤكدا أن ذلك يمثل الأولية القصوى لحماية أمنها مثل أي دولة في العالم. وفيما يتعلق بالعلاقات مع حركة "حماس"، أكد أنه يجب على الحركة المبادرة بتغيير سياستها السلبية تجاه مصر، وذلك وصولا إلى علاقات صحية وجيدة، تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة والمصالح المشتركة. وأوضح السفير المصري لدى فلسطين أن تلك السياسة السلبية تجاه مصر تضمن عدة أوجه، منها الشق السياسي، حيث أصدرت "حماس" عدة بيانات رسمية، كما صدر عن قيادات الحركة عددا من التصريحات التي تعتبر تدخلا في الشأن الداخلي، ومعادية لثورة الشعب المصري في 30 يونيو. وحول الشق الإعلامي، قال عثمان إن حركة "حماس" اتخذت خطا مناهضا لثورة 30 يونيو ومحرضا على الجيش المصري وقياداته. وأوضح أن الحركة ما زالت تقوم بأعمال التهريب عبر الأنفاق، ما يضر بالاقتصاد المصري ويوقع به خسائر فادحة، مشيرا إلى أن "حماس" اتخذت عن طريق الشق الدعوي مجالا للتحريض على مصر وثورتها وجيشها، حيث استغلت المساجد التابعة لها في التحريض ضد القيادات المصرية وجيشها إبان ثورة 30 يونيو. وقال إنه توجد إشارات وأمثلة واضحة على مدى سلبية اتجاه "حماس" للجانب الأمني المصري، مثل دعوة مجموعات مسلحة في قطاع غزة في أغسطس الماضي إلى اغتيال عدد من القيادات المصرية، بالإضافة للعروض المسلحة التي قامت بها مؤخرا، ورفعت خلالها شعارات ضد الدولة المصرية وقواتها المسلحة، فضلا عن بعض تصريحات لقيادات من الحركة تضمنت تهديدا مبطنا لمصر. وأكد عثمان أنه رغم كل ما تقدم، فإن الدولة المصرية لن تتخلى عن دورها أو مسؤوليتها الوطنية والقومية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر تفرق تماما بين علاقتها الأزلية مع الشعب الفلسطيني في القطاع، وبين سياسات فصيل محدد فيه، مشددا على أن مصر تؤكد في هذا الصدد أنها ستستمر في جهودها لإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة، ودعم العلاقات الأخوية مع الشعب الفلسطيني هناك.