سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور| سياسيون ومثقفون وإعلاميون يحتفلون بتوقيع أول إصدارات«الوطن» مؤلف الكتاب: تدخل قطر فى الشأن المصرى مستفز.. لأنها دولة صغيرة وبلا نظام ولا مؤسسات
احتفلت مؤسسة «الوطن» للصحافة والنشر، مساء أمس الأول، بتوقيع كتاب «وين ماشى بينا سيدى؟ قطر والجزيرة.. أسرار وعلاقات» الذى تنشره «الوطن» لأول مرة بمصر، للكاتب والباحث السياسى التونسى دكتور سامى الجلولى. أُقيم الاحتفال فى فندق «ماريوت» بالزمالك، بحضور مؤلف الكتاب وأحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق، وعدد من السياسيين والإعلاميين والمثقفين، وشهد حضوراً مكثفاً لوسائل الإعلام العربية والأجنبية. فى البداية وجه «الجلولى» الشكر لمجدى الجلاد رئيس تحرير «الوطن» والشعب المصرى الشقيق، مؤكداً أن «هناك علاقات قوية بين مصر وتونس» وقال: «عشنا نفس المحن والظروف السياسية السابقة، يشرفنى أن أكون بين الحضور الآن فى احتفالية الكتاب». وأضاف «عنوان الكتاب باللهجة التونسية الصرفة، وهو سؤال تهكمى، فى اللهجة المغربية، وجاء فى فترة حرجة تمثل نقطة انطلاق لإعادة تركيبة المجتمع العربى من جديد، وصدر فى مارس 2011 عقب سقوط نظام بن على، كنت من المرحبين بسقوط نظام بن على، من خلال عملى وتخصصى بالعلوم السياسية، فمن حق الشعوب العربية أن تعيش فى جو ديمقراطى، على كافة المستويات، لكن استفزنى التدخل السافر للنظام القطرى، كيف يمكن لدولة ليس لديها نظام سياسى تنظيمى أو مجالس نيابية أو مؤسسات دستورية أن تتصدر المشهد السياسى العربى فى غياب دول لها تاريخ مثل مصر، نحن نبحث عن إجابة للتدخل القطرى فى كل الأنظمة العربية». وتابع: «لا أعترف بوجود ثورة بتونس، ما حدث انتفاضة شعبية تحولت إلى انقلاب، ولم يكن لها أى علاقة بالثورة، الثورة إما أن تُنتج زعيماً أو يقوم بها زعيم، بالعكس أنتجت نظاماً هجيناً نعيشه إلى اليوم، وعندما نعود إلى انطلاق الثورة مع احتراق بوعزيزى، لم أرَ منتقبة أو ملتحياً فى الشارع، لكن بعد سقوط نظام بن على انتهت صدمة التغيير وظهر أناس يختلفون فى الشكل والفكر عما كان الحال عليه فى النظام السابق». وأوضح المؤلف أن «الوطن العربى يعيش الكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن واجب الشعب العربى عامة والمصرى خاصةً أن يعلم حجم ما حدث وما يحدث الآن وما قد يحدث مستقبلاً، وعلى الشعوب العربية أن تتحمل مصائرها وتأخذ بيدها سلطة قيادتها وقرارها، وتفرض مستقبلها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وألا تضعها فى أيدى أجندات خارجية، وما يحدث فى مصر هو حركة تصحيحية اكتملت معالمها منذ 30 يونيو، والشعب المصرى يسير فى الاتجاه الصحيح»، لافتاً إلى ضرورة ضخ العديد من المعطيات التى تساهم فى بناء المجتمع المصرى، مشيراً إلى أن المجتمع المصرى خرج الآن من عباءة الإخوان إلى سلطة حكم أخرى ستكون لها تأثيرات إيجابية جداً، آملاً أن الأفضل مقبل بعون الله. وقال الكاتب الصحفى مجدى الجلاد، إن «مصر قدمت بثوراتها نظريةً جديدة فى تاريخ الثورات العربية والعالمية»، لافتاً إلى أن «المواجهة التى تعيش مصر على أشُدّها اليوم فى وجه التطرف والإرهاب». وفى كلمته، أشار الدكتور أحمد أبوالغيط وزير الخارجية الأسبق إلى أهمية الكتاب فى إيضاح قدر كبير من الحقائق التى تدور حول الدور القطرى الخطير فى التعاطى السلبى مع الأحداث العربية عامة والمصرية خاصة، مؤكداً أن الكتاب يقدم الكثير من الإضافات التى تُظهر الأداء القطرى السيئ، المتمثل فى قناة الجزيرة التى تضع الأذى عبر كل خبر تبثه منذ سنوات مضت، وأوضح أن محاولات قطر فى الظهور الدبلوماسى فى جميع الأحداث العربية الجارية تتم بنوايا سيئة، مستغلةً البعد الأمنى الذى تعيشه من خلال وجود قاعدة عسكرية أمريكية بها. وروى «أبوالغيط» تجربة له مع الجانب القطرى أثناء توليه حقيبة «الخارجية» فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وقال فى كلمته إنه حين كان فى زيارة للبحرين جرى إبلاغه بأن كلاً من الشيخ خليفة ووزير الخارجية قد توجها إلى المغرب وسوف يلتقى بكل من الأمير تميم ورئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية، وأضاف «قررت الذهاب إلى تلك الزيارة حتى لا تقع مشكلة مع القطريين، وكانت زيارة ناجحة، وحين توجهت إلى القاهرة وقابلت مبارك أبلغته بعدم رغبتى فى إحداث أى مشاكل مع الجانب القطرى بسبب معرفتى بمشاكله الكثيرة هو معهم». وأوضح «كانت مشكلته مع القطريين هى أنهم اتهموا مصر والسعودية عام 1996 بمحاولة إحداث انقلاب لعودة أمير قطر الأسبق، وأبلغته أننى لم أكن سعيداً بخفض مستوى الزيارة التى وقعت حينها وقال مبارك لى: كويس، خير ما فعلت». وتابع «كان فيه مشكلة بين مصر وقطر، وهى اتهام مصر أنها تساعد فى الانقلاب على الأمير، واستمرت هذه الأزمة حتى آخر يوم فى عهد الرئيس مبارك ولم يحضر اجتماع قمة عُقد فى قطر، وهنا تدخلت السعودية لحل الأزمة بين الطرفين وذهبت مع رئيس المخابرات المصرى الراحل اللواء عمر سليمان بطائرة خاصة إلى جدة، وقابلنا رئيس المخابرات ووزير الخارجية القطرى ونزلنا فى طائرة صغيرة ووجدنا الطائرة القطرية 777 حجمها يساوى بلد، لكن إحنا مصريين قيمتنا معروفة، ولم يهمنا منظر الطائرة فى هذا الاجتماع، ووجدنا أنهم ما زالوا متحاملين على مصر بدعوى محاولة الانقلاب، وهذا وغيره يُظهر أنه على مدى 15 عاماً كان فى قلوب القطريين شىء ما تجاه مصر». ورصد أبوالغيط 3 نقاط كان يستطيع من خلالها قراءة الأداء القطرى وهى: - الأداء القطرى هو قناة الجزيرة، فالقناة هى عنصر رئيسى فى موقفها وحركتها. - نجحوا فى الظهور بأداء دبلوماسى قوى نتيجة ثروة نفطية هائلة لذلك ينفقون بتوحش. - البعد الأمنى لها مصان بسبب قاعدة عسكرية تقول للبشرية «إياكم والتعرض للدوحة». وأضاف «أبوالغيط»: «هناك تناقضات فى مواقف القطريين، مثل أنهم يتبنون الإطار الإسلامى بالغ التشدد، وفى نفس الوقت يتحركون فى إطار قومى عربى، فكيف يحدث مثل هذا الجمع، ولم يكن غائباً عنى أنه حين أتوجه إلى ليبيا للقاء العقيد معمر القذافى أجده يشاهد الجزيرة، وحين أذهب إلى الفندق أجد التليفزيون الليبى والجزيرة ولا ثالث لهما، وكذلك فى سوريا لا يتحدثون إلا عن الجزيرة، وتلف الأيام وتساهم الجزيرة فى تحطيم معمر القذافى وتحاول حالياً أن تحطم سوريا». وختم «أبوالغيط» قائلاً: «كنت أجلس مع الأمريكان فأجدهم يشكون من الجزيرة وكانت الفلسفة الأساسية لدى القطريين أنهم بلد صغير ولازم يكبر، يكبر إزاى، إنه يصغّر الكبار».