ابتعد البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، عن الحديث في السياسة خلال عظته الأسبوعية هذا الأسبوع. وحصر البابا عظته، مساء اليوم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بحضور مئات الأقباط، على الأمور الروحية وجاءت عظته عن "من له أذنان للسمع فليسمع"، وقال البابا إن تلك العبارة تتكرر كثيرًا في سفر الرؤيا بالكتاب المقدس، خاصة في قراءات شهر هاتور "القبطي" وهذا الشهر في نصفه بداية صوم الميلاد، ويبدأ الصوم بتلك العبارة وينتهي أيضًا بها. والأذن حاسة من حواس الإنسان، وبعض المدققين يقولون إن بدء الحواس بالأذن وليس العينين لأنها تتميز عن العين التي تعمل في النور فقط أما الأذن فلا، والعين لا ترى إلا بمواجهة الذي أمامها أما الأذن فتسمع في كل الاتجاهات، مضيفًا: "ليس المهم ما نسمع بل المهم لمن نسمع، وكيف نسمع؟، فهناك من يسمع اللي على مزاجه أو يعمل ودن من طين وودن من عجين"، مضيفًا: "ليس المقصود بالسمع هو السمع المادي فقط، بل أيضًا السمع الروحي أو القلبي الداخلي". وأضاف أن "أول من لم يستمع لصوت الله هو آدم وحواء وكسرا الوصية ودخلت البشرية في دوامة الخطيئة، لذا فانتبه إلى ثلاثة أولها لا تخدع نفسك بأنك متدين، لأن كثيرين يعتمدون في تدينهم على الأذن وهي ليست كافية فهم يسمعون فقط دون تنفيذ، وثانيًا يجب معرفة أنه عندما تستمع إلى الكلمة أو الوصية فيجب أن تدرك أنها قادمة إليك وليس لتعليم الآخرين فقط، فالمقياس ليس سماع ومعرفة الوصية بل بما تم تنفيذه منها، خاصة وأن هناك من يريد أن يستعرض معلوماته ولكن المهم ماذا ينفذ الشخص من هذا الاستعراض، وثالثًا انتهز الفرصة المتاحة لك اليوم، فلا يجب أن يضيع الشخص فرصة الاستماع أو أي فرصة للاستفادة. ووجّه نصائح قائلاً يجب أن تستمع إلى ضميرك، مؤكدًا أن تأنيب الضمير أحد مراحل التوبة في حياة الإنسان، واستمع أيضًا للوصية وأقوال الآباء، لتكون صوت الوصية في المنزل، وكذلك استمع إلى أب اعترافك ومرشدك الروحي، وكذلك الاستماع إلى الطبيعة فهي تتحدث أيضًا فهي خلقة الله، وكذلك يجب الاستماع إلى حياة الآخرين الذين أناروا الطريق لنا.