بعد عام من تجميد جزء من المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لمصر، وتأكد الإدارة الأمريكية من تحسن أوضاع حقوق الإنسان إلى حد ما في مصر، أعادت واشنطن فك الحظر عن جزء من تلك المساعدات التي تقدر ب195 مليون دولار، ويعرض "الوطن" أسباب اتخاذ هذا القرار. تقول أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية الدكتورة نهى بكر، إن الإدارة الأمريكية أعلنت تجميد جزء من المساعدات العسكرية لمصر في عام 2016، وحاولت مصر شرح الموقف الداخلي بها أكثر من مرة للجانب الأمريكي وعن طريق مسؤولين في زيارات عدة. وأوضحت بكر في تصريحات ل"الوطن" أن مصر أعلنت في بيان رسمي أنها تأسف للقرار مما يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين على مدار عقود طويلة، واتباع نهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها. وأشارت أستاذة العلوم السياسية إلى أن هناك زيارات تمت لمسؤولين في وزارة الدفاع المصرية إلى العاصمة الأمريكية وتم النجاح في الوصول إلى رفع الحظر عن جزء من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، بعد شرح الأوضاع الأمنية والعسكرية في مصر. وأكدت نهى بكر أن الجانب الأمريكي قال إن هناك تحسن في ملف حقوق الإنسان وان العلاقات بين وزارة الدفاع الأمريكية والمصرية متواصلة بقوة مما أدى إلى استئناف جزء من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر والتي تقدم سنويا بقيمة 1.3 مليار دولار منذ عدة عقود. فيما صرحت مصادر دبلوماسية، أن هناك زيارات لمسؤولين رفيعي المستوى من الأجهزة المصرية للعاصمة الأمريكيةواشنطن خلال الأيام الماضية، ساهمت في اتخاذ القرار سريعا بعد شرح وعرض كافة الأوضاع التي جرت في مصر خلال الفترة الماضية. وقررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح لمصر باستخدام قيمة مساعدات عسكرية أمريكية تم حجبها في السابق بسبب المخاوف من سجل حقوق الإنسان في البلاد. وقال مسؤول أمريكي لشبكة "سي إن إن"، إن القرار يأتي بعد الخطوات التي اتخذتها مصر خلال العام الماضي، استجابة لشواغل أمريكية محددة، في إشارة إلى قيمة المساعدات التي تقدر بنحو 195 مليون دولار. وانتقدت مصر في أغسطس من العام الماضي قرار الولاياتالمتحدة خفض بعض المبالغ المخصصة للقاهرة في إطار برنامج المساعدات فأعربت عن "أسفها" لذلك، محذرة من "تداعيات سلبية" على المصالح المشتركة للبلدين. وتعد مصر ثاني أكبر متلق للتمويل العسكري الأجنبي، والذي يقدم منحا وقروضا للسماح للحلفاء الأمريكيين بشراء معدات دفاعية.