شهدت القاعة الرئيسية بالجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان"، مساء اليوم، جلسة عاصفة وتبادل للاتهامات بين رئيس الحكومة جون مارك أيرولت وممثلي اليمين المعارض. واتهم كريستيان جاكوب زعيم المعارضة اليمينية في البرلمان، خلال جلسة استماع الحكومة، الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بأنه أصبح في غضون 18 شهرا، رئيسا للخطط الاجتماعية والضرائب في جميع أنحاء التراب الوطني، مشيرا إلى أن الفرنسيين يعبرون عن غضبهم في مواجهة فرنسا الاشتراكية التي تقوم بتدهور بلدنا وتدفعها إلى السقوط في الإفلاس، واعتبر أن هذا الغضب عميق ويؤدي إلى شلل الحكومة التي يرى أنها ليس لديها ما تقدمه سياسيا أو مؤسسيا. وأضاف جاكوب، أنه بعد ثمانية عشر شهرا من الوصول إلى السلطة "فأنتم عاجزون"، منتقدا أداء أيرولت الذي اعتبره أنه "على رأس حكومة الظل". بدوره، وجه أيرولت الاتهامات لكريستيان جاكوب رئيس مجموعة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية بأنه يشكك في شرعية انتخابات أولاند بالاقتراع العام، وبمحاولة الإيحاء بوجود أزمة مؤسسية، مؤكدا أن أولاند انتخب لمدة خمس سنوات كرئيس للبلاد. وفي سياق آخر، حذر رئيس الوزراء الفرنسي من أن العدالة ستتعامل بحزم مع أولئك الذين يخلون بالنظام العام وحقوق الجمهورية، وأعلن أيرولت أن تعميم سياسة العقوبات التي أعدتها وزيرة العدل سيتم تطبيقها في غضون ساعات وفي كل مكان، في جميع المناطق وعلى جميع الوقائع التي تؤثر على حقوق للجمهورية، وذلك على ضوء أعمال العنف التي وقعت أمس بالشانزليزيه والمواجهات وأعمال التجريب التي جرت بمقاطعة بروتان خلال الأسابيع الأخيرة. وأضاف رئيس الحكومة الفرنسية، أنه يحذر من أي ضعف من شأنه "أن يقوض النظام العام، ويدمر الممتلكات العامة، واستنكر أيرولت الأحداث التي وقعت في الشانزليزيه أمس حيث تظاهر العشرات خلال مراسم الاحتفال بذكرى الهدنة ونهاية الحرب العالمية الأولى ضد الرئيس الفرنسي، فيما اندلعت مواجهات بين عدد منهم وقوات الأمن، ما أدى إلى اعتقال أكثر من سبعين شخصا. واتهم رئيس الوزراء الفرنسي المتظاهرين بأنهم لا يحبون الديمقراطية ولا الجمهورية وبأنهم يستندون دائما على نفس الأفكار، تلك التي أدت لحظة من اللحظات إلى الفوضى في فرنسا، وهي أفكار اليمين المتطرف التي اعتقدنا أنها اختفت.